المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢١

إلى من يعنيه الأمر...

  لو كنتُ مختارةً حديثاً واحداً يعمل به الناس فتصلُحَ حالهم وعلاقاتهم وتصفوَ نفوسهم، لاخترتُ دون تردد قوله ﷺ: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه} . حديث كلنا نحفظه لكن من يطبقه؟! لو طبقناه فعلاً، °فلن تسألي من بجانبكِ في انتظار المستشفى عن مشكلتها، لأن ذلك لا يعنيكِ. °ولن تستفسري من جارتكِ عن تأخر حملها، لأن ذلك لا يعنيكِ. °ولن تعلق على زيادة وزن قريبك، لأن ذلك لا يعنيك. °ولن تقترح عليه أنظمة تخسيس، لأن ذلك لا يعنيك. باختصار، لو طبقناه فسنسأل أنفسنا قبل سؤال الناس: هل يعنيني هذا الأمر؟ ولماذا أتكلم؟ ولن نخادع أنفسنا فنبررَ ذلك بالنصيحة والاهتمام والإشفاق، بل سندرك أنَّما هو الفضول والفراغ والثرثرة. إنَّ المتدخل أناني، يُشبع فضوله على حساب مشاعر الآخرين، ويستغل أدبهم ليتمادى في سوء أدبه. كلنا تعرضنا لأسئلة محرجة وتعليقات مؤذية، وتألمنا من ذلك وكرهناه، فلماذا لا نكره لإخواننا ما نكره لأنفسنا فنكونَ مؤمنين؟! ألا فلينشغل كلٌ منا بنفسه؛ يحلُّ مشكلاتها، ويصلحُ عيوبها. ولنستحضر قول معروف الكرخي -رحمه الله-: "كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله تعالى" . نعوذ بالله من ذلك.