مشاعر متبادلة
صباح اليوم، أتيت إلى قطي ومددت يدي لأمسح على رأسه، فمد هو بدوره رأسه ليلامس يدي، في حركة عذبة يعرفها أصحاب القطط، مدلولها: أنا أيضاً أبادلك الشعور. فتأملت كيف خلق الله في الحيوانات هذه المشاعر، وجعلها توصلها لنا بطريقتها، رغم اختلاف النوع وحاجز اللغة. وفوراً خطر ببالي قوله ﷺ : "هذا أُحُد، جبلٌ يحبنا ونحبه" ! لم يكن قول الرسول هذا تعبيراً شاعرياً أو مجازياً، بل حقيقة يُظهرها جبل أحد فعلياً حين يرجف لما صعد عليه الرسول ﷺ وأصحابه، فيخاطبه الرسول خطابه للعقلاء، ويقول له: " اُثبُت أُحُد ؛ فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان" . •·················•·················• يصعب عليَّ إلى الآن تخيل ما تعلمناه في المدرسة من أن جزيئات المواد -بما في ذلك الصلبة الجامدة- تتحرك باستمرار وتهتز. لكنها حقيقة علمية لن يلغيها من الوجود عدم اقتناعي بها، أو عدم قدرة عقلي على تخيلها. فما المانع عقلاً من أن تُحس بنا الجمادات وتُكِنَّ لبعضنا المشاعر؟! بل قد فهم بعض العلماء من النصوص الشرعية أن للجمادات نوعاً من الإدراك الحقيقي : 💠 فهذه نخلة اعتادت أن يخطب رسول الله عندها للجمعة. فلما انتق