إيه الوهن ده؟!
كنت أقرأ موضوعاً عن تساهل النساء في ستر أقدامهن عن الرجال الأجانب -مع وجوبه-، فأثّرَ فيَّ تعليق يقول: " إن صحابة رسول الله قدموا أنفسهم و أموالهم في سبيل الله، و هذه المرأة لا تستطيع أن تلبس الجوارب من أجل طاعة الله ؟!" مقارنة مُخجلة... لبس الجورب مثال، وعليه فقِس عشرات التكاليف التي نتهاون فيها. وكأن الصحابة هم وحدهم المخاطبون بالمكاره والتكاليف الثقيلة المخالفة للهوى، بينما نحن لنا "دين خفيف قليل التكليف"! ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات"؟! أليس "المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف من داعية هواه"، كما قرر الشاطبي؟! وإلا فأين الابتلاء في دين يوافق الهوى وطباع النفس والثقافة الغالبة؟! وفيمَ تتفاضل الدرجات؟! أختمُ بما عنونت به المقال، تعليق هزني واستوقفني قرأته في سياق مشابه، ولا يزال حاضراً في ذهني، أخاطب به نفسي متى ما شعرت بالضعف والخور أمام الهوى والباطل: "إيه الوهن ده؟!" [21-6-1443]