المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

إيه الوهن ده؟!

صورة
  كنت أقرأ موضوعاً عن تساهل النساء في ستر أقدامهن عن الرجال الأجانب -مع وجوبه-، فأثّرَ فيَّ تعليق يقول: " إن صحابة رسول الله قدموا أنفسهم و أموالهم في سبيل الله، و هذه المرأة لا تستطيع أن تلبس الجوارب من أجل طاعة الله ؟!" مقارنة مُخجلة... لبس الجورب مثال، وعليه فقِس عشرات التكاليف التي نتهاون فيها. وكأن الصحابة هم وحدهم المخاطبون بالمكاره والتكاليف الثقيلة المخالفة للهوى، بينما نحن لنا "دين خفيف قليل التكليف"! ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات"؟! أليس "المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف من داعية هواه"، كما قرر الشاطبي؟! وإلا فأين الابتلاء في دين يوافق الهوى وطباع النفس والثقافة الغالبة؟! وفيمَ تتفاضل الدرجات؟! أختمُ بما عنونت به المقال، تعليق هزني واستوقفني قرأته في سياق مشابه، ولا يزال حاضراً في ذهني، أخاطب به نفسي متى ما شعرت بالضعف والخور أمام الهوى والباطل: "إيه الوهن ده؟!" [21-6-1443]

وعل جاهل مغرور

    ما تقول في وعل رأى أن له قرنين فما عاد ينظر إلى الجبل بهيبة وعظَمة، بل ظن أنه استعلى بهما فصار نداً للجبل منازلاً له، حتى بلغ به الغرور أن ينطح الجبل عله يزيله من مكانه أو يُنقص من شموخه؟! إن عجبتَ من فعل الوعل، فأعجبُ منه أقزام يبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقصونهم، أو يرونهم وإياهم سواءً لا فضل لهم عليهم. وغالبهم ما جرَّأهم على هذا إلا جهل أو غرور. فإن كان انتقاصهم رد فعل على مَن غلا فيهم وادعى لهم العصمة، فبئس الفعل ما فعلوا، فما بالتطرف يعالَج التطرف. أو كان موقفاً عَجلاً من أخبار مكذوبة واهية بلا مراجعة ولا تأكد، فهل الجهل إلا هذا؟! فلْيتعلموا معتقدنا في الصحابة ولْيقرؤوا الصحيح من أخبارهم ولْيسألوا "فإنما شفاء العِيِّ السؤالُ". والواحد منهم -لو رأيتَه- عبد لشهواته؛ يعجز عن ترك أيسرها. ثم يقول بملء فيهِ: ما الفرق بيننا وبينهم؟! ولأي شيء ترفعون شأنهم؟! وهم لو تأملوا حالهم وتقصيرهم في أداء حق الله وضعفهم عن مجاهدة الشهوات، وتأملوا أخبار الصحابة وجهادهم وتسليمهم لأمر الله ورسوله، لانعقدت ألسنتهم خجلاً ولمَا صدَر منهم ما صدَر و"رحم

بوو!

صورة
  أتعرف لماذا يضحك الأطفال عندما تلعب معهم لعبة الاختفاء هذه؟ إنهم يعتقدون أن الأشياء تختفي من الوجود لمجرد أنهم ما عادوا يرونها، لهذا يتفاجأون لرؤية أن وجهك ما زال موجوداً فيضحكون. ومع نموهم يدركون أن الأشياء موجودة، رأوها أو لم يروها، فلا تعود اللعبة مضحكة. هل ستَعجب إذا قلتُ إن بعض الكبار ما يزال حبيس هذا الاعتقاد؟ تصادفهم المشكلة فلا يسعون في حلها، بل يتخذون أكسل قرار: سأغمض عينيّ وأتجاهل الأمر، وعندها ستختفي المشكلة لأني لم أعد أراها! ثم يسرحون في أحلامهم وخيالاتهم، حتى إذا ما فتحوا أعينهم -أو أجبروا على فتحها- فوجئوا بالمشكلة ماثلةً أمامهم كما هي، بل قد صارت أضخم، وهي تصرخ: "بوو! أنا هنا!". فربما بادروا إلى التخلص منها باذلين أضعاف ما كانوا سيبذلونه لو واجهوها أول مرة، وربما أغمضوا أعينهم مرة أخرى، وظلوا في أمل كاذب حتى تبتلعهم. كيف تدرك إن كنت تلعب لعبة الاختفاء مع المشكلات؟ لاحظ تصرفاتك أمامها؛ هل تفضل راحة البال العاجلة فتتجاهلَها وتؤجلَ حلها إلى الأبد؟ هل يزعجك الحديث عن كل ما له علاقة بها فتحاولَ الهروب أو تغيير الموضوع؟ هل تعتقد أن الوقت وحده كفيل بحلها

تغيير الأسماء: تطبيع وتنفير‎

    أتذكر في طفولتي حملة مقاطعة البضائع الأمريكية إبَّان الانتفاضة الفلسطينية. فكنَّا قبل أن نشتري منتَجاً، نسأل عما إذا كان أمريكياً أم لا بِقولنا في براءة "هذا مسلم ولا كافر؟" واليوم، لو وصفتُ أمريكا بالدولة الكافرة لأنكرتُه من نفسي، ولأَنكَره الآخرون! قد نسمِّيها وغيرَها دولاً عَلمانية أو مسيحية أو لا دينية... أي شيء، المهم أن نبتعد عن وصف الكفر! لاحظ انطباعك عن الأسماء التالية:  زنا - خمر - وشم - رشوة - ربا. ثم...  علاقة جنسية (خارج الزواج) - كحول - تاتوو - عمولة - فائدة. إن من أولى خطوات التطبيع مع المحرمات، تغيير أسمائها من اسم شرعي محمَّل بما يبعث على النفور منها، إلى اسم محايد لا يُجرِّم، أو اسم محمَّل بثقافة غالبة جاذبة. وفي مقابل التطبيع تُتَّبع نفس الآلية للتنفير؛ فيُسمى التعدد خيانةً، والجهاد إرهاباً، والتدين تشدداً! فلا غرابة بعد ذلك إن قبِلنا المنكر، ونفرنا من المعروف. لا تستهن بما للأسماء من تأثير. فلولا ذلك لمَا غير الرسول ﷺ أسماء بِقاعٍ وأشخاص، ولمَا حذر أصحابه بقوله: "لا تغلبنَّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنما هي العشاء، وإنما يقولون العتمة&qu