المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢١

هموم المترفين

 "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" نصبح ملوكاً كأنما ملكنا الدنيا بوسعها، ثم نسمح للتوافه أن تُضيِّق علينا دنيانا! كيف؟! لمَّا اعتدنا الترف، وخَلَت حياتنا -بفضل الله ومنَّته- مما يستحق أن يُسمى هماً، أصبحنا نجعل من أتفه الأشياء هموماً تضيع بسببها لحظات عمرنا في ضيق وكدر. إنها باختصار "هموم المترفين" ! وكي لا تقع في شباكها إن شعرت بالهم يوماً، فتذكر من تثقله الهموم بحق ثم أعد نظرك إلى ما أهمك، هل تشعر بالخجل؟ أو تخيل نفسك بعد ٥ سنوات تتذكر هذا الهم، هل ستراه معقولاً مبرَّراً؟ أم ستضحك من تفاهة الأمر وتضخيمك له؟ أم لن تتذكره أصلاً لأنه لم يكن يستحق؟! [6-2-1443]

سبعين رقعة

  إن العلاقة بين الاعتزاز باللغة الأم وبين تعلم اللغات الأخرى وتكلمها عند الحاجة ليست "إما/أو". ففي ذات الوقت الذي أنا فيه محبة للغة العربية حد الغيرة عليها، وفخورة بها حد التعصب "الممدوح"، وألتذ بنحوها وصرفها وبلاغتها وإعجازها وجمالها، في ذات الوقت أنتشي للقراءة بالإنجليزية، وأطرب لسماع الإسبانية اللاتينية، دون أن يجعلني ذلك متناقضة ولا مضطربة. كن متمكناً من لغتك، معتزاً بها، ولْيظهر أثر ذلك عليك، ثم تعلم أي لغة شئت، وأعط كل لغة حقها في وقتها. وأنت متى عرفت لنفسك قَدرها وقُدراتها، اطمأننت إلى ما لديك، إلى تمكنك منه، وأنه موجود تخرجه متى لزم الأمر. فلا تعود تحشو حديثك بكلمات أجنبية لا داعي لها، تباهياً أو تعوداً أو لا مبالاةً، حتى يصبح كلامك العربي "كثوبٍ ضَمَّ سبعين رقعةً -- مشكلةَ الألوانِ مختلفاتِ" ! هل لاحظت كيف تختلف مفرداتك عند الحديث مع كبار السن أو من هم خارج تخصصك؟ هل ستقول لجدتك جملة مثل "حسيت بأنقزايتي قبل الإنترڤيو مع الإتش آر"؟! إذاً هناك انتقاء واعٍ للألفاظ، وهناك قدرة على استحضار المرادفات، فلماذا لا يكون هذا هو الشأن في الك