المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٣

الشيشان والإسلام

صورة
  [غروزني]   كتبت في عيد الفطر الماضي خاطرة متفائلة عن الإسلام في تركيا [ هنا ]، واليوم أكتب عن الشيشان . إن شاهدتَ لقطات للعاصمة غروزني وأهلها أيام حُكم الاتحاد السوفيتي، فلن تجدها مختلفة عن أي مدينة أوروبية، اللهم إلا في اللباس التقليدي لبعض كبار السن. أما اليوم فهي تعلن صراحة أن الشيشان بلد إسلامي، مختلف تماماً عن روسيا رغم كونه تابعاً لها. وكلامي هنا عن أحواله الداخلية لا عن حكومته وسياستها. هذه بعض المظاهر الإسلامية هناك، نستأنس بها ونتفاءل. ومصدري فيها كلام صديقتي الشيشانية، وعدد من الفيديوهات: = المساجد كثيرة وكبيرة، والأذان مسموع. تُقام فيها دروس التجويد والفقه واللغة العربية وغيرها. = الشعب الشيشاني محافظ ومتمسك جداً بتقاليده. وأظن مرجع بعض تقاليدهم الحسنة إلى الإسلام. = النساء محتشمات، معظمهن محجبات. لا يرتدين البنطال لأنه "لباس الروسيات الكافرات" ، فيكرهن تقليدهن ويقصدن التميز عنهن. = التواصل الاجتماعي بين الرجال والنساء مضبوط بتقاليد صارمة. والعلاقات قبل الزواج مرفوضة تماماً. = ليس مستغرباً أن تجد النوادي والمسابح وغيرها غير مختلطة. = الخمور ممنوعة، ولا تُب

طي النسيان

    كنت أقرأ عن أحد الأعيان الظلمة في التاريخ، وذُكر عنه أنه "تسرَّى بالنساء بيضاً وسوداً" . وكما هي عادة الخواطر تأتي فجأة لأدنى سبب، تأملت في أولئك النسوة، في الواحدة منهن، كانت سنيناً من الدهر كياناً قائماً بذاته، لها اسم وشخصية وحياة بكل تفاصيلها، كانت شيئاً مذكوراً. ثم ها هي بعد قرون، تُذكر عَرَضاً، ضمن مجموعة، وقد نسيها التاريخ! سيتذكرك معاصروك، وربما الجيل الذي بعدك، ثم ينساك الزمان. فكرة مخيفة! ربما كانت أولئك الجواري على هامش الحياة، ربما لم يتركن أثراً لا حسناً ولا سيئاً، فطُوي ذكرهن، وطويت صحائف أعمالهن ودفنت معهن. لكن سيّدهُنَّ هذا الذي يُذكر إلى اليوم، قد تكون السيئات ما تزال تضاف إلى حسابه، وآثار ظلمه وفساده ومن استنَّ بسنته في صحيفة سيئاته إلى يوم القيامة. هذا أسوأ كابوس! أن لا تنتهي القصة بموتك، بل يستمر تسجيل السيئات عليك إلى أن يفنى الناس! {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون} ، نسأل الله العافية. إن كانت الحال هكذا فخير لك ألف مرة أن تموت لا لك ولا عليك، تطوى صحيفتك بموتك، وينساك الناس والزمان،

الصوم عقاب!

 شاهدت فيديو ليهودي ومسلمة، يتحدث فيه كلٌ منهما عن الصوم في دينه. كانت المسلمة تتحدث عن صوم رمضان بامتعاض ظاهر، وذكرت أنه صعب جداً وهو من العبادات التي لا تحبها . فسألها اليهودي: "ألا تحسين أن الصوم يقربك إلى الله؟"وكانت إجابتها الصادمة: "أنا شخصياً لا. أغلب المتدينين يقولون نعم. لكن أنا شخصياً أشعر أنه نوع من العقاب. "عقاب! يا لَحِلم الله! حتى اليهودي بدا مندهشاً لردها! لن أجنح إلى الخيالية فأقولَ إن العبادات كلها مريحة لا تعب فيها، بل على العكس فكثير منها فيها نوع من المشقة والمجاهدة. لكن فرق بين وصف العبادة بأنها شاقة وبين وصفها بأنها عقاب. فرق بين أن تجدها ثقيلة عليك، ومع ذلك تستلم لله وتؤديها دون كرهها، وبين أن تشعر نحوها بالنفور أو تعتب على الله: لماذا فرضتها يا رب؟! ولو لم تنطق بذلك. ليس الكلام عن هذه المسلمة بذاتها بل عن كل من يشعر بكره أو نفور نحو شيء من شرائع الإسلام، هل تدرك خطورة هذا وأنه محبط لعملك؟   ولمن وجد هذا المرض في قلبه فأراد العلاج، أنصح بقراءة مقال " كراهية ما أنزل الله " للدكتور إياد قنيبي. أسأل الله أن ينور بصائرنا فنبصرَ أمراض قل