المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٢

بقايا من حياء

"اخترتُ الرجل المناسب و..." تنحنحتْ بارتباك، خفضت صوتها وبسرعة قالت : "أغويته"، ثم أكملتْ قصة خيانتها لزوجها مع زميلها. وسط ما أراه في عامة الغرب من ذهاب ماء الوجه و التبجح بفعل الفواحش، تلفتني وتعجبني تفاصيل أظنها تَشي ببقايا ضئيلة جداً من حياء تظهر هنا وهناك، ربما دون وعي منهم: أحدهم يَعلم هو وجمهوره أنه في مستنقع لا بد للمقيم فيه من اعتياد الرذائل وممارستها، ومع هذا حين يُسأل أمامهم عن شيءٍ من تفاصيل تلك الممارسات، يحمرُّ وجهه ويتلعثم ويظهر عليه عدم الارتياح. تلك تضع يدها على فتحة قميصها عندما تنحني، وذاك يشد بنطاله القصير إلى أسفل كلما ارتفع. ومضات خاطفة من حياء، كمصباح خافت في غرفة مظلمة أو زهرة متفتحة وسط أكوام القمامة.   وصدق أبو تمام إذ يقول: فلا والله ما في العيش خير --- ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير --- ويبقى العود ما بقي اللحاء   [2-11-1443]