المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

خواطر قرآنية (متجدد)

صورة
[الخواطر المسبوقة بعلامة # قد لاتكون خالصة من بنات أفكاري، و إنما قد أكون قرأت شيئاً منها منذ زمن ثم نسيتها، فاختلطت عليّّ وظننتها من نتاج عقلي] + {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} عندما نرى ما يعجبنا من أنفسنا أو أهلنا أو أموالنا نقول "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" ، نقولها وما في نيتنا إلا أن تمنع العين. ولو أدركنا أن قولها بصدق يقي بإذن الله من مصيبة هي أكبر من العين... العُجب ، ذاك الذي ملأ قلب صاحب الجنتين! عندما يخطر بقلبك خاطر الإعجاب بعباداتك أو مهاراتك أو نجاحاتك، فتذكر: "ما شاء الله" ... هذا ما شاءه الله لي وأكرمني به، ولو شاء لذهب به. "لا قوة إلا بالله" ... لولا قوة الله وإعانته، ما نلتُ هذا ولا وصلتُ إليه. قلها متأملاً، واشعر بها تحرق نبتة العُجب في قلبك، وقد أفلح من أتى الله بقلب سليم. [16-8-1445] + هناك آيات لو تأملناها فقد نستغرب لماذا ينص الله عليها ويأمرنا بها، مع أنه لا علاقة لها بالحرام والحلال والتعبد المباشر له، بل هي من باب الذوقيات في التعامل بين الناس. كقوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في

خواطر قصيرة (متجدد)

صورة
[الخواطر المسبوقة بعلامة # قد لاتكون خالصة من بنات أفكاري، و إنما قد أكون قرأت شيئاً منها منذ زمن ثم نسيتها، فاختلطت عليّّ وظننتها من نتاج عقلي] +  أصحاب وهم الكمال أو الشخصية المثالية، يُتعبون أنفسهم ويُتعبون الآخرين. ثقوا تماماً أن الدنيا لن تسير كما تريدون، وأنه سيكون هناك الكثير من النقص والأخطاء. فارحموا ضعفكم وبشريتكم وارحموا ضعف غيركم وبشريته. [23-6-1445] + تخلع الحجاب وتقول: "لن يؤثر هذا على علاقتي مع الله، يمكنني أن أكون مسلمة صالحة دون الحجاب" . وتجهل أن من عقوبة السيئةِ السيئةُ بعدها، وأن الإيمان ينقص بالمعصية، وأن نقصان إيمانها سيُجرِّئُها على مزيد من المعاصي. إنها مثل كرة الثلج المتدحرجة! تطمئن نفسها بأن علاقتها مع الله لن تتغير، ولا تدري أنها قد تكون بداية البعد عنه. نسأل الله الثبات والعافية. [16-7-1445] + جاء عن النبي ﷺ أنه كان يدعو "اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً" أي هذه الموتات هو الأسوأ برأيك؟

الشكر والامتنان

عندما يراقب مريض السكري كميات السكر التي أكلها والتي استهلكها، وينظّم طعامه وجرعات الإنسولين تبعاً لذلك، فإنه يقوم "بنفسه" بما يقوم به البنكرياس عند الأصحاء دون وعي منهم أو إدراك. وفي حالة أخرى مشابهة، يأخذ مريض القصور الكظري جرعات منتظمة من هرمون الكورتيزول. وعند تعرضه لضغوط جسدية كالحمى والألم، أو نفسية كالخوف والتوتر يكون عليه زيادة الجرعة ليتجاوز جسمه تلك الضغوط. هذا التنظيم والتقدير مهمة الغدة الكظرية، لكنها لما قَصَرت عن ذلك اُضطر إلى فعله بنفسه. هل يذكركم هذا بتحويل آلة من وضع "automatic" إلى وضع "manual"؟ قرأت - منذ سنوات - عبارة لا تزال إلى الآن عالقة في ذهني. كنت أطالع مقالاً يشرح تنظيم البنكرياس لمستوى السكر عند الأصحاء مهما أكلوا، ودون أي جهد يبذلونه في ذلك. ثم جاءت هذه الجملة: "However, people with diabetes don't have this luxury ." وقعت هذه الكلمة مني موقعاً؛ لأني وجدتها تعبر بصدق عما نتمتع به. فكم من الشكر والامتنان توجبه هذه الرفاهية؟! [12-10-1441]

إنما ننتقل من قدر الله إلى قدر الله

"نفرُّ من قَدر الله إلى قَدر الله" أحب أن أغير في المقولة العظيمة لعمر بن الخطاب لتصبح: إنما ننتقل من قدر الله إلى قدر الله. أتذكرها في أوقات الغم والضيق، فتشعرني بالطمأنينة والثقة بقضاء الله وقدره. كل -وأكرر- كل ما يحصل لي هو من قدر الله. وكل انتقال من حال إلى حال هو من قدر الله. بالأمس كنت في غاية السعادة --> قدر الله. اليوم تغمرني الكآبة والحزن --> قدر الله. ببساطة، كنت في قدر الله وانتقلت إلى قدر الله. فكيف لا أرضى بقدر الله ولم يكن سبحانه غائباً ولا غافلاً عما حصل لي مما أكره؟! بل هو ذاته من قدّره علي لحكمة قد أعلمها وقد أجهلها. وهو أرحم بي من نفسي ومن أمي. هذه المقولة في التسليم للقدر وتغير الحال. ثم تأتي المقولة الأصلية لعمر، رضي الله عنه، لتدعو إلى بذل الأسباب ومحاولة الفرار من حالة العسر إلى حالة من اليسر هي أيضاً من قدر الله. [25-7-1441]

إيقاف صلاة الجمعة والجماعة

[25-7-1441 بعد أمر إيقاف صلاة الجمعة والجماعة بسبب كورونا المستجد COVID-19] لا أدري هل يبالغون في انفعالهم، أم أبالغ في برودي؟! تقطعت قلوبهم، فهل تحجر قلبي؟! إيقاف صلاة الجماعة وخلو المساجد من المصلين أمر لا يسر، لا يجادل في هذا مسلم. لكني أتأمل الحال فأحمد الله ... أحمدهُ أن لم تخلُ المساجد بسبب هجوم مسلح عليها، ولا بسبب حروب في بلادنا، ولا بسبب زلزال أو فيضان، ولا بسبب انتشار الوباء بين الناس حتى مات المصلون أو عجزوا عن الذهاب إليها. أحمده أن خَلت المساجد والناس يصلون في بيوتهم آمنين معافين. أحمده أن كان إجراءً احترازياً، حرصاً علينا واتخاذاً للأسباب. ولم يكن إجراءً تعسفياً ظالماً حاقداً.

أحاسنكم أخلاقاً

أنقل بصري بين كمِّ الآيات والأحاديث الواردة في حسن الخلق إجمالاً وتفصيلاً، فيزداد إجلالي لدين هذا شأن الأخلاق فيه. ثم أنقله إلى حياتنا، إلى واقع الأخلاق فيها، واستهانتنا بها، فلا ينقضي عجبي! أنجهل أم نتجاهل؟! لا يظننَّ أحد منا أنه بحسن خلقه يتفضَّل على نفسه وعلى الناس. بل حسن الخلق في بعض صوره واجب عليه، يحاسب على تقصيره فيه كما يحاسب على تقصيره في الصلاة والصيام. لماذا إذن لا يكون كلٌ منا محمداً صلى الله عليه وسلم في أخلاقه؟! إن التدهور الأخلاقي الذي نعيشه، ونعتاده يوماً بعد يوم، يجعل سؤالاً كهذا يبدو -للأسف- مثالياً خيالياً، لكنه أبعد شيء عن ذلك. الخطوة الأولى في سبيل جعله واقعاً حقيقياً هو أن يعتقد كل فرد منا أنه -لا غيره- المخاطب المقصود بنصوص الأخلاق تلك. فيفتح لها قلبه وعقله، ويأخذها أخذ المطيع المنفذ، فيحاول تقويم نفسه، ويجتهد ويجاهد، وعلى الله إنجاز الوعد {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}. " اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت" . [30-5-1441]

جبال الكبر

 "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" سبحان الله! وماذا نفعل بمثاقيل الجبال من الكبر في قلوبنا؟!ا للهم إنا نسألك العافية. أحياناً يرتبط الكبر في أذهاننا بصورة واحدة لسنا من فاعليها، فنحمد الله على ذلك ونحسب أنا قد نجونا. لكن الكبر في الحقيقة له ألف وجه ووجه، إن تعرفنا على بعضها خفي علينا غيرها؛ كالكبر بالعلم، والجمال، والنسب، والمنصب، وحتى الكبر بالعبادة. وإنا والله لا ننجو حتى نأتي على جبال الكبر تلك فننسفها نسفاً في يم الأخوة الإسلامية، والمساواة الآدمية، فلا نعود نرانا إلا تراباً يمشي على تراب. اللهم اسلل سخائم قلوبنا. [٢٠-١٠-١٤٤٠]

الانتقال من جدة

[مقال كتبته لمادة التعبير في المرحلة المتوسطة (1425-1427). نقلته بما فيه من أخطاء إملائية ونحوية. الجملتان الأولى والأخيرة ليستا من إنشائي] صعب ما نلتقيه في طيات هذه الأيام يظل ينهك كواهلنا ويشحذ جوانبنا بنوبات حزن وصرعات فكر. وقد كان لخبر انتقالنا من جده إلى هنا وقع مفرح في نفسي مبدئياً لأنني لم أكن أعلم المعنى الحقيقي للغربه وكان في اعتقادي أن السفر مجرد نزهة. وبمرور الأيام بدأت أشعر بالملل والوحده والشوق إلى أهلي وأقربائي وشعرت بمعنى الغربه الحقيقي والآن وبعد مرور عده سنوات ما زال هذا الشعور يرافقني كلما انقضت اجازتنا في جده وتأهبنا للعوده، ينتابني شعور بالحزن والأسى لفراقي لهم. وكان مما خفف عن ذلك الشعور هو رؤيتي لهذا الوضع بمنظور إيجابي ابتداءً بالتعرف على مدينه وعادات جديده وانتهاءً بتكوين صداقات في محيط المدرسه والمسكن. وكم من الأمور التي تبدو وكأنها ليست في صالحنا ولكن تظهر الأيام خلاف ذلك وهذه هي حال الحياه.

المسترجلات

[مقال كتبته لمادة التعبير في الصف الأول الثانوي (1428). نقلته بما فيه من أخطاء إملائية ونحوية.] انتشرت ظاهره تشبه النساء بالرجال في الآونه الأخيره وخصوصاً بين المراهقات. فترين فتاه ليس فيها من الانوثه شيء فالشعر والملبس والمشيه كالرجال وربما تسير معها فتاة في منتهى الدلع والأنوثه في مشهد أشبه ما يكون بشاب مع فتاه. ومن أسبابها فالفراغ، وعدم الثقه في النفس، وتقليد ما يحصل في الافلام وقله الوازع الديني فلو كان عندها معرفه بسيطه بالدين لعرفت الحديث الذي يقول "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال". وأيضاً قد يكون ما يحصل في بعض الأسر من تقضيل الأولاد على البنات فتتمنى لو كانت ولد لتحصل على ما يحصل عليه اخوانها الأولاد. وانتشار هذه الظاهره يؤدي إلى عواقب وخيمه وأضرار جسيمه.. تكثيف الوعي الديني هو العلاج الأول لهذه الظاهره وخاصه في المدارس من خلال المحاضرات والندوات. يأتي بعدها توعيه الأهالي بضروره العدل بين الابناء من الجنسين وعدم التفرقه بينهم وسد أوقات فراع الفتيات بما ينفع ويفيد وختاماً أوجه نصيحه للفتيات بأن يرضين بما قسم الله لهن ولاينسين فضلهن ومكانتهن في المجتمع ف

دارون والإنسانية

شاهدت مقطعاً للدكتور إياد قنيبي يتحدث فيه عن ما أدى إليه تبني نظرية دارون من الوحشية والإجرام في حق الإنسان، وبالذات تلك الأعراق التي رآها بعضهم أقل من الأوروبيين تطوراً وتحضراً. كلما اكتشفت المزيد عن التاريخ الأسود للغرب حمدت الله على نعمة الإسلام، وازددت حصانة ضد بهرجتهم وعباراتهم المثالية عن علاقة الإنسان بالإنسان. صحيح أن أبناء اليوم لا يؤاخذون بجرائم أسلافهم، لكن حين يحصل الطعن في ديننا وتاريخنا منهم أو من أبنائنا المخدوعين فهنا نقول لهم مكانكم! إن تاريخنا حتى في أسوأ مراحله، وأبعدها عن الدين لم يُعرف فيه -حسب علمي- نُظم إقطاعية ظالمة، ولا محاكم تفتيش، ولا مطاردة للساحرات، ولا تعذيب وسخرة للعبيد، ولا أقفاص تُعرض فيها الأعراق "الأدنى" كأنها حيوانات، ولا سيرك تستغل فيه عاهات البشر على حساب إنسانيتهم. لكنه المجحف "يبصر القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه". اللهم زدنا بصيرة ونوراً. [29-12-1440]

الإعانة على الشكر

غصصت مرة بطعام، وأحسست به يندفع إلى مجرى التنفس، لكنه خرج مباشرة لما سعلت تلقائياً. أكملت طعامي متفكرة في السعال؛ تلك الآلية العجيبة التي أنقذتني. ثم تنبهت، ألا يستحق هذا الموقف شكر الله عليه؟! لو تخلى عني الحفيظ لكان غير ذلك. تمر علينا في يومنا عشرات الأخطار التي ننجو منها دون أن نعطيها كبير اهتمام فنشكر الله عليها.  وأسوأ من ذلك، أننا ربما اعتقدنا أن سلامتنا أمر مفترضٌ حصوله، ومُسلَّم استحقاقنا له، فلمَ الشكر؟! ربما لذلك أُوصينا بدوام طلب الإعانة على شكر الله. إن لم نجد الإعانة، فلن نرى كثيراً مما يستحق الشكر عليه أولاً، لنشكره ثانياً. "اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" [23-11-1440]

اللهم جدد الإيمان في قلوبنا

كثيراً ما تعجبت في قصص المسلمين الجدد من قوة إيمانهم، واستشعارهم لمعاني الإسلام، وتأثرهم بها، بينما لا تكاد تحرك فينا شيئاً. حتى وقعت على حديث "إن الإيمان ليخلقُ في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم"  لو أن أحدهم ارتدى نفس الثوب لعشرين أو أربعين سنة كيف سيكون حاله؟ وكذلك إيمان من لبث السنوات الطوال مع تتابع ورود الشهوات والشبهات والفتن. أما حديثوا العهد بالإسلام فإن ثيابهم الروحية لا تزال جديدة لم تبلَ. إضافة إلى دخولهم في الإسلام عن بحث وقناعة، ليس لأنهم ولدوا مسلمين. وأيضاً فإنهم كانوا في جاهلية، فهم يستشعرون نعمة الهداية بعد الضلال. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية." اللهم جدد الإيمان في قلوبنا. [14-5-2019]

إن منكم منفرين

من بركات هذا الشهر رجوع كثير من أصحاب المعاصي إلى ربهم. لكن بعض الذين منَّ الله عليهم بالطاعة يرى حالهم تلك فيلقي عليهم كلمات ساخرة مثل " ما شاء الله! من متى تصلي في المسجد؟" أو "أخيراً عرفت إن في قرآن؟"! وهو بهذا يجمع بين العُجب بصلاحه واحتقار أخيه المسلم والأول محبط للعمل والثاني شر. وزيادة على تأذي أخيه مما سمع فقد ينتكس ولسان حاله يقول "تركت الطاعات لكم". ولربما كان العاصي بحيائه من الله وتعظيمه شهره المبارك أقرب عند الله من ذلك المطيع المزكي لنفسه والمعجب بعمله. اللهم اسلل سخائم قلوبنا. [3-9-1440]

العبودية الجديدة

يحلو لنا في هذا العصر التباهي بالحرية والتحرر. ولئن كان إنسان الماضي يرزح تحت أغلال عبودية جبرية لا خيار له فيها، فإن إنسان اليوم أخذ الأغلال بيده ووضعها حول عنقه، وأدخل نفسه -بوعي أو بدونه- في عبودية من نوع جديد. العبد هو العبد، لكن السيد لم يعد إنساناً، بل هاتفاً ذكياً، وماركةً عالميةً، وثقافةً مسيطرةً. تأمل في نفسك ومِن حولك، وستَدهش للأعداد الهائلة من عبيد العصر الحديث. فهلَّا سارعنا وخلصنا أنفسنا من هذا الرِق الخفي؟ [3-5-2019]

قتل الحشرات

لو فكرنا في سبب قتلنا لكثير من الحشرات الصغيرة جداً التي تمضي في حال سبيلها لا تضر ولا تؤذي، لوجدنا أنه لا سبب إلا أنها مقززة وأننا قادرون. نعم نقتلها لمجرد أننا قادرون على ذلك؟ ولم لا نفعل؟! ثم إنها في النهاية لا شيء. كثيرون لا يجرؤون على قتل قطة، مثلاً. لماذا؟ ربما لأنها أكبر حجماً، وقتلها يتطلب عملاً أكثر من مجرد دعس حشرة. لكن الحقيقة أن هذه نفس وتلك نفس، هذه تسبح لله وتلك تسبح. فلم القتل لمجرد القتل؟! [21-8-1440]

العامية الفصيحة

تمر علي أثناء قراءتي لبعض الكتب القديمة كثير من الكلمات التي نستخدمها في عاميتنا فأكتشف أنها أصلاً فصيحة، وأننا لم نغير منها إلا التشكيل أحياناً، وأحياناً أخرى غيرنا استعمالها. لكن الكلمة هي هي التي كان يستخدمها العرب منذ قرون. وكنت لدهشتي وسعادتي أجمعها في قائمة عندي، وأشعر مع كل كلمة أضيفها باعتزازي ليس بالعربي الفصيح فقط بل بالعامي أيضاً (لهجتي الحجازية على الأقل). إلى أن توقفت عن فعل ذلك لكثرة ما أضفت من كلمات حتى ظننتني سأسجل كل مانقوله. فعلى الرغم من الفرق الظاهر بين الفصيح والعامي، إلا أننا وبالتركيز في كلماتنا وتحليلها، نجد كثيراً منها فصيحاً، بل ربما هو الغالب لكننا لا ندرك ذلك. أحد الأسباب، هو اقتصار الفصيح الشائع على مفردات بعينها والعامي على مفردات أخرى بنفس المعنى، حتى اعتقدنا اختصاص كل واحدة بما تستعمله من مفردات. مثل "حائط" بالفصحى و"جدار" بالعامية، "طائرة" و "طيارة"، "سقط" و "طاح"، وهي في الحقيقة كلها فصيحة صحيحة. بعد إدراكي للكم الهائل من الفصيح في عاميتنا، تغيرت نظرتي للأخيرة إلى الفخر والاعتزاز

تكرار الأسئلة

فلان ١: هل انتهيت؟ علان: (بهدوء) ليس بعد. فلان ٢: هل انتهيت؟ علان: (بضيق) لا. فلان ٣: هل انتهيت؟ علان: (بغضب) لا! لم أنتهِ بعد ولن أنتهي! ألا يمكن للمرء أن يعمل بهدوء هنا؟! - ما ذنب الشخص الثالث ليواجه هذا الرد المنفعل على سؤال بسيط لا يستدعي كل ذلك؟! للأسف هذا ما نفعله كثيراً مع من حولنا، وغالباً بدون وعي منا؛ يسألنا عشرون شخصاً نفس السؤال، فننفجر في وجه السائل الأخير وكأنه هو الذي سألنا عشرين مرة. ما لا ندركه هو أن كل سائل لا يدري عمن سبقه، وقد يظن أنه أول من يسأل. وعلى هذا، فردنا ينبغي أن يكون في هدوء الرد الأول. ربما يكون هذا صعباً في الواقع، لكن تجنب الإساءة أفضل بكثير من الاعتذار عنها بعد حصولها. "وخالق الناس بخلق حسن". [29-7-1440]

جدوى الأدعية

يحدث أحياناً أن نردد بعض الأدعية، فلا نرى لها تأثيراً. نقول "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا" فلا ينجلي الحزن ولا يذهب الهم! ونقول "اللهم بارك لنا في أوقاتنا" فلا نجد بركة الوقت! ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلا يزال الشيطان حاضراً موسوساً! وغير ذلك الكثير، مما قد يدفع بنا إلى التساؤل عن جدوى تلك الأدعية. لكن هل سألنا أنفسنا أولاً ماذا عملنا في سبيل تحقيق تلك الدعوات؟ إنها ليست كلمات سحرية يبدأ مفعولها بمجرد قولها، بل لا بد من جهد نبذله. هل يُعقل أن يُذهب القرآن حزننا وهمنا ونحن بعيدون عنه؟! أو نتلوه تلاوة سريعة لا مبالية؟! ألا ينبغي لنا ان نجتنب من الأفعال والمواطن ما يسلط الشيطان علينا، فتجد الاستعاذة عندها حالاً مناسبة تقوم فيها بمهمتها؟ أيحق لنا أن نتساءل عن بركة أوقاتنا ونحن نضيعها أو بعضها هباءً؟! إن الإسلام دين واقعي متوازن؛ ففي الوقت الذي يعطيك فيه سلاحاً هو الدعاء، يطلب منك أن تعمل جاهداً لتجعله فعالاً في يدك. فإن السلاح لا ينفع بذاته بل بحامله. [22-7-1440]

عجيب أمرك أيتها النفس!

عجيب أمركِ أيتها النفس! قد تولى الرب رعايتكِ، ودبر جميع شأنكِ مذ كنتِ في بطن أمكِ. فما بالكِ الآن وقد ضاقت عليكِ الحياة تظنينه يتخلى عنكِ؟! أما كان هو يدبر أمركِ دون أن تسأليه؟ فما بالكِ تظنينه يخذلكِ وقد سألتيه؟! أليس هو القائم بأمر السماوات والأرض ومن فيهن؟ فما بالكِ تظنين همكِ يعجزه؟! أليس هو يكلأ النبتة والحشرة؟ فما بالكِ تظنينه يغفل عنكِ من بين خلقه؟! أليس هو يجيب دعوة الكافر وقد جحده وتفنن في عصيانه؟ فما بالكِ تظنينه يتجاهلكِ وقد أخلصتِ له وسعيتِ في إرضائه؟! لكن "الإنسان خلق هلوعاً". [16-7-1440]

تقليد الغرب

مما لا حظت تغيره في نفسي خلال السنوات، نتيجة شيء من النضج والوعي، هو موقفي من تقليد الغرب والتشبه بهم، سواءً في المظاهر أو في الأفكار. مرت بي لحظات تنوير ساءلت فيها نفسي عن حقيقة ما أختاره من مظاهر، أو أعتقده من أفكار. لم أعد أرى التقليد العبثي للغرب مثيراً للإعجاب، بل للشفقة، كونه يكشف -في نظري- عن ضعف وفراغ في شخصية المقلد. الإشكال الذي يقع فيه كثير من المقلدين هو ربطهم المطلق بين الغرب والتقدم؛ هو غربي إذن هو متقدم، أنا مقلد للغربي إذن أنا متقدم أيضاً. معادلة مغلوطة للأسف! إن التنكر للتراث والهوية، والذوبان في حضارة أجنبية لن يجعل منا أناساً أفضل، بل مسوخاً مشوهة. لا أقول هذا الكلام منزهة نفسي عن كل تقليد وإعجاب، قد لا أزال غافلة عن كثير مما أفعل، لكن الأيام كفيلة بالكشف والتنوير. [11-7-1440]

احترم نفسك

عندما يسيء إلينا أحدهم أو يشتمنا فإننا نقول له "احترم نفسك"، ولا نقول "احترمني". وكأننا بهذا نذكره بحقيقة أنه لو كان يحترم نفسه ويكره لها الإساءة لما أساء إلى غيره، فـ {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}. أو أنه لو كان يحترم نفسه لترفع عن التلفظ بما يخدش منزلته ويقلل احترامه. أو أنه لو كان يحترم نفسه لجنبها ما يعود بالشتم والأذى عليها. --------- عبارة نمرُّ عليها وعلى نظيراتها مرور الكرام، لكننا إن تأملناهنَّ أدركنا ما في لغتنا -فصيحها وعاميّها- من جمال و رُقي. فهلَّا فتحنا أعيننا وعقولنا لمزيد من هذا الجمال؟ [4-5-1439]

الحكم على الكتاب من الغلاف

يمشي بملابس ملفتة، وقصة شعر منكرة، و أوشام تغطي جسده، وفتحات تملأ وجهه، ثم يقول: "لا تحكموا على الكتاب من الغلاف"! فرق كبير بين أن أكوّن عن شخص ما انطباعاً داخلياً يمليه علي -قهراً- مظهره الخارجي، وبين أن أعامله بناءً على هذا الانطباع. فالأخير هو المرفوض قطعاً، وليس الأول. ثم ما يحدث بعد ذلك من أمور إما أن يؤكد ظني به، وإما أن ينسفه بالكلية. إذاً، لنكن واقعيين في مطالبنا، ولا نكلف أنفسنا ولا غيرنا ما لا نستطيعه. [11-1-2018]

سورة الطلاق

سورة الطلاق أسميها سورة "التفاؤل والتثبيت". فعلى الرغم من قصرها إلا أنها قد حُشدت بعدد من الجمل التي تفتح لكل مغموم ومهموم آفاق الأمل. زواج فاشل؟ مرض؟ صراع نفسي؟ خسارة مالية؟ اعرض حالك على آيات سورة الطلاق. بدءاً بالآية الأولى {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً} اجعلها شعارك، ورددها كلما بُليت بما يغمك. ثم الآيات التي بعدها {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} أضاقت عليك الدنيا حتى كدت تجزم أنك لن تسعد بحياتك مرة أخرى؟ من جعل لك مدخلاً إلى هذا البلاء يجعل لك -يقيناً- مخرجاً منه، إن اتقيته. {ويرزقه من حيث لا يحتسب} ليس الرزق مالاً فقط، بل شفاءً يُذهب مرضك، طمأنينة تُذهب ضيق صدرك، شريكاً صالحاً يُنسيك شقاءك الأول. {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي متولي جميع أمرك، وكافيك ما أهمك. فقط توكل عليه، واترك له تدبير خلاصك من هذه الكربة. لكن لا تنسَ {إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً} فلا تستعجل، ولا تيأس. ومهما أظلم الليل فضوء الصبح آتٍ لا محالة. {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} ييسر لك ما يُصبّر نفسك، ييسر لك ما يُثبّت عقلك، ييسر لك ما يشرح صدرك، ييسر لك ما يُنهي كربك.

إقحام الكلمات الأجنبية

تصرف لا يفسره إلا حب التميز و لفت الانتباه. وإلا بماذا يُفسر إقحام بعض الكلمات الأجنبية إقحاماً في وسط كلام عربي من أناس عرب لآخرين مثلهم؟! لا أعني بالطبع الكلمات الأجنبية شائعة الاستخدام كأسماء الأجهزة و التقنيات الحديثة، بل أعني تلك التي يرفع لها المستمع أحد حاجبيه استغراباً من وجودها الذي لا معنى له بتاتاً، واستنكاراً لاستبدالها باللفظ العربي الذي قد يكون أسهل و أيسر، وبالطبع أكثر ملائمة لمحتوى الكلام. هل هو الشعور بالزهو و الفرح للعدد المحدود من الكلمات الذي تم تعلمه حديثاً حتى بات يُستخدم في كل محادثة جالباً الشعور بالفخر من تلك المواهب اللغوية المتعددة؟! أم هو التنقيص من اللغة العربية حتى أصبح استخدام المرادف العربي في نظر البعض تخلفاً لا يوصل المعنى المقصود؟! [تقريباً سنة 1434]

"تبات بعافية" و "تصبح على خير"

صورة
"تبات بعافية" و "تصبح على خير" عبارات عميقة في عاميَّتنا تفوق سطحية "ليلةً هانئةً" و "أحلاماً سعيدةً". "تبات بعافية" تُسمى هذه الباء في اللغة "باء المُلابسة"، أي تبيت و تنام متلبساً بالعافية، و كأنها لباس ترتديه، يغطيك ويلاصقك. تبيت بعافية وسلامة في دينك، بعافية في جسدك، بعافية في مالك، باختصار، تبيت متلبساً بكل نوع من أنواع العافية. "تصبح على خير" من  جمال قولنا أننا لا نكتفي بدعوات تحيط بك أثناء نومك، بل نرسل أخرى ترافقك في صباحك، في حالك عند استيقاظك. تصبح على إيمان، على عافية، على رضاً، على سعادة، على نجاح، على ... على خير. تصبح على كل خير. عبارات جعلها التكرار جزءاً من طقوس النوم، نرددها دون أي إحساس. لو تأملنا فيها لأدركنا جمال معانيها، و لنطقناها بألسنتنا صادقة بها قلوبنا. [2-8-1438]

أبناء وآباء

🔹 ينظر إلى سيارة أبيه القديمة بازدراء .. يخجل منه كلما مر بها أمام أصدقاءه .. ومافتئ يعيره بها يقارنها بسيارته الحديثة .. متناسياً.. أن بها، كانت أولى خطواته في عالم القيادة .. وبها، مر أمام أولئك الأصدقاء متفاخراً بمهارته في قيادتها !!   🔹Aa Bb Cc  يكتبها بخط مرتعش محاكياً ماكتبته أمه .. تريده أن يكون متقدماً على غيره .. تريده أن يكون متمكناً منها. حتى إذا كبر ونال من تلك اللغة الشيء الكثير .. سخر من مستوى أمه المتواضع .. متناسياً .. أنه في يوم من الأيام كان ينظر إليها مستغرباً قدرتها على التمييز بين كل تلك الأحرف المتشابهة !!   🔹تجلس بين صديقاتها .. تقلد بسخرية طريقة والدها في استخدام هاتفه الذكي الجديد .. تعلق ضاحكةً:  التقنية لا تناسب "الشيبان" .. متناسيةً .. بداياتها مع تلك التقنية، ولمساتها العشوائية المستكشفة , وانبهارها بما وصل إليه العالم من تطور !!   〰〰 ماذا تغير حتى أصبح الأبناء لا يجدون حرجا ً في السخرية من آباءهم و أمهاتهم و الاستهزاء بهم والتعالي عليهم ؟! متناسين جميعاً تلك الأيادي العليا التي دونها لما وصلوا إلى ماهم عليه.. متغافلين عن ماضيه

النفس البشرية

- يصيبه ألم في عينه فيتوجع، ويفكر: "إلا العين! لو كان في عضو آخر غيرها لكان أهون".  ثم يتوجع من ذراعه، فيشتكي: "إلا الذراع!  لو كان في غيرها!" ... وهكذا الإنسان، ما إن تمر عليه محنة حتى يرى غيرها أخف منها ويراها البلاء والشقاء كله! - يتقلب في فراشه بعد تعـب ، فيستشعر لذةً للنوم لا تساويها في لحظته تلك أي لذة.  ثم يستيقظ فإذا هو جائع، حتى إذا امتلأت معدته، نسي لذة النوم ورأى الشبع لذةً مابعدها لذة. ... وهكذا الإنسان، يتقلب من نعمة إلى نعمة، ومن لذة إلى أخرى. فإذا عاش الأخرى، نسي الأولى، وفكر في لحظته مايقضي له حاجته وشهوته! - يجوع فيشتهي من جوعه أبسط الطعام. فإذا أكل و امتلأ، عاف حتى أطيب الطعام.  ومابين هذه وتلك إلا دقائق، ومابينهما إلا معدةٌ كانت خاوية فامتلأت. ... وهكذا الإنسان، يكون في حاجةٍ فيتمنى النعمة ويطلبها. حتى إذا أدركها، سئم منها و جحدها! --- و ماكان الألم أشد ولا الطعام ألذ، إنما هي نفس الإنسان تتقلب من حالٍ إلى حال، وتقيس بمقياس اللحظة. فإذا انقضت تلك اللحظة، نسيتْها فكأنها ماكانت، وانقلبتْ إلى أخرى. [25-5-2015]