النفس البشرية



- يصيبه ألم في عينه فيتوجع، ويفكر: "إلا العين! لو كان في عضو آخر غيرها لكان أهون".
 ثم يتوجع من ذراعه، فيشتكي: "إلا الذراع!  لو كان في غيرها!"
... وهكذا الإنسان، ما إن تمر عليه محنة حتى يرى غيرها أخف منها ويراها البلاء والشقاء كله!

- يتقلب في فراشه بعد تعـب ، فيستشعر لذةً للنوم لا تساويها في لحظته تلك أي لذة.
 ثم يستيقظ فإذا هو جائع، حتى إذا امتلأت معدته، نسي لذة النوم ورأى الشبع لذةً مابعدها لذة.
... وهكذا الإنسان، يتقلب من نعمة إلى نعمة، ومن لذة إلى أخرى. فإذا عاش الأخرى، نسي الأولى، وفكر في لحظته مايقضي له حاجته وشهوته!

- يجوع فيشتهي من جوعه أبسط الطعام. فإذا أكل و امتلأ، عاف حتى أطيب الطعام.
 ومابين هذه وتلك إلا دقائق، ومابينهما إلا معدةٌ كانت خاوية فامتلأت.
... وهكذا الإنسان، يكون في حاجةٍ فيتمنى النعمة ويطلبها. حتى إذا أدركها، سئم منها و جحدها!

--- و ماكان الألم أشد ولا الطعام ألذ، إنما هي نفس الإنسان تتقلب من حالٍ إلى حال، وتقيس بمقياس اللحظة. فإذا انقضت تلك اللحظة، نسيتْها فكأنها ماكانت، وانقلبتْ إلى أخرى.

[25-5-2015]


تعليقات