المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

(4) ملكوت السماوات: تغيير المنظور

صورة
  عندما أحس بالضيق والقلق ، وأشعر أن مخاوفي تتضخم لتبتلعني ، فإن مما يريـحني تخيل كاميرا فوق رأسي تبدأ في الابتعاد تدريجياً؛ فأراني أصغـُر، وأرى الأرض تصغـُر، والمجرة تصغـُر، حتى أرانا لا شيء... مجرد ذرة في هذا الكون الكبير. ومن وراء هذا الكون الكبير خالقٌ أكبر وأعظم. فماذا أنا و مخاوفي إلى جانب ذلك الرب العظيم؟!  وماذا البشرية كلها ومشاكلها إلى جانبه؟! لا شيء. هذا التغير في المنظور، ورؤية الأمر على حقيقته الفعلية الكونية، لا على مشاعري المضخِمة والمبالِغة كثيراً ما يثمر طمأنينة فورية ،  والحمدلله رب العالمين. جربوه ... [24-3-1443]

(3) ملكوت السماوات: أعمدة الخلق

صورة
    الـقصة : في عام  1995 التقط مرصد هابل صورة لتشكلات من الغازات والغبار سُميت بـ أعمدة الخلق  Pillars of Creation (يمين). ثم بعد عشرين عاماً التقط المرصد صورة لها بكاميرا تصوير بالأشعة تحت الحمراء (يسار)، فبدت الصورة هائلة مهيبة! آلآف النجوم التي كانت مختفية خلف حجاب الغبار والغازات وحدود العين البشرية، تظهر لأول مرة! الفائدة الأولى : “ عدم العلم ليس علماً بالعدم ” عدم علمنا بوجود كل تلك النجوم، لا يعني أنها لم تكن موجودة من قبل. بل هي موجودة هناك منذ أن خلقها الله، علِمنا بوجودها أو لم نعلم، رأيناها أو لم نرها. وهذا نصادفه كثيراً في حياتنا؛ ننكر أشياء لا لأنها مستحيلة عقلياً أو تخالف حقيقة ثابتة، وإنما لمجرد أننا لا نعرفها أو لم نسمع بها. وربما تبين لنا خطؤنا بعد ذلك فعلمنا أننا أُخذنا من قِبَل جهلنا. تذكرنا أعمدة الخلق  أن نفسح للـ "ممكن" مجالاً. الفائدة الثانية : ما يزال الله كلما ظن البشرُ أنهم بلغوا الغاية في العلم، فتح عليهم من علمه، فعلموا أنهم لم يكونوا يعلمون شيئاً، وأن ما خفي عنهم وما جهلوه أضعاف أضعاف ما انكشف لهم.   اُخترع المجهر فإذا عالم في غاية الدقة تنفتح أ

(2) ملكوت السماوات: أفق أوسع

صورة
    يسارع البعض إلى تكذيب كثير مما له علاقة بالفضاء  بدعوى أن أرقامه المهولة "لا تدخل العقل"! ولو تأمل لوجد الكثير فيما حوله مما "لا يدخل العقل"، لكنها مُسلَّمات بنيت عليها علوم وصناعات. دع ذلك المكذب يتخيل صحراء شاسعة، ثم ليتخيل حلقة صغيرة ملقاة على رمالها. هل رأى الفرق بين حجميهما؟ يخبرنا رسول الله ﷺ أن نسبة السماوات السبع إلى الكرسي، كنسبة الحلقة إلى تلك الصحراء. ثم هذا الكرسي هو نفسه كالحلقة بالنسبة إلى العرش.  "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة." صححه الألباني إذا كانت السماوات السبع التي -قطعاً- لم نطَّلع  عليها كلها مجرد حلقة فيما فوقها، فما نكون نحن وأرضنا بالنسبة إليها؟! وإذا كان في مخلوقات الله ما هو بتلك العظمة المذهلة ، فما المانع شرعاً وعقلاً من  أن يكون المشتري بضخامة تكفي لاحتواء أكثر من 1300  كرة أرضية  بداخله؟ أو أن تكون أقرب النجوم التي تزين سماء ليلنا على بُعد 4 سنوات ضوئية ، تعادل السنة الواحدة منها 9.5  تريليون كيلومتر؟ أم ما زال المغرور يظن المخلوقات بحاجة إلى

(1) ملكوت السماوات: عظمة العظيم

صورة
    من أكثر ما يشعرني بعظمة الله وجلاله هو عالم الفضاء. عالم لا تدرك أبصارنا تفاصيله، ولا تحيط خيالاتنا بسعته، وتقف عقولنا حائرة عاجزة أمام  أرقامه الفلكية وسنينه الضوئية.  هذه عظمة المخلوق المدبَّر العاجز، وهذا جلاله وجماله، فكيف هي عظمة خالقه ومبدعه، القيوم القائم بأمره، المدبر له؟! تباركت ربنا لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. أشارككم في هذه السلسلة تأملات في ملكوت السماوات، عسى أن نكون من الموقنين. {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} [3-3-1443]