المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٤

كأنك غريب

في حديثنا عن تعامل المسلم مع الدنيا نتذكر عابر السبيل والراكب المستظل بشجرة، فنستحضر قِصَر هذه الحياة وسرعة زوالها. لكني لم أستحضر من قبل شعور الغربة التي يجدها المسافر. أن تذهب وحيداً إلى بلد لا تعرف فيه أحداً فترى كل شيء حولك غريباً. "شعورنا بالغربة أمر طبيعي فهذه الدنيا ليست دارنا" كان هذا تعليقاً سمعته، هو الذي بعث هذا التأمل. نعم، هذه الدنيا ليست دارنا. "غرباء... هكذا الأحرار في دنيا العبيد" تأملت دعاء السفر، وكيف أن كل جملة فيه يمكن أن تُسقَط على سفرنا الأكبر في هذه الحياة: "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بُعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل."   فحيَّ على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونُسَلَّم؟!    استعن على وحشة غربتك برفاق سفر غرباء مثلك، يعين كلٌ الآخر ويصبِّره. فإن لم تجد رفاقاً فلا عليك، فـالله هو الصاحب في السفر ، فاستش