المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

في رأسك

 أراد أحد النازلين للتخييم إشعال نار لكنه كان قد نسي ولاعته، فقرر الذهاب إلى خيمة قريبة واستعارة ولاعة. وأثناء مشيه تخيل الحوار الذي سيكون: - لو سمحت أحتاج ولاعة شوي - لا - شوي بس أولع وأرجعها - ليش ما جبت ولاعة؟ تحمَّل .... واستمر في حواره الخيالي هذا، حتى إذا ما وصل إلى الرجل صرخ في وجهه: "الله ياخذك إنت وولاعتك!" ، وعاد من حيث أتى! ●○"كلنا ذاك الرجل"○● يبدأ الأمر بتصرف أزعجك به الطرف الآخر دون أن يدرك، أو معلومة ناقصة منه أو عنه، فتبدأ تدير في عقلك حواراً معه تفرغ فيه أفكارك ومشاعرك. ولو أمكنك سماع صوت الحوار لوجدته عالٍ منفعل، ولو تأملت جسدك لوجدت نفَسَك ونبضك متسارعين، وكأنك فعلاً في حوار ساخن. والأدهى أن مشاعرك تتأثر بكل هذا وكأنه يحصل لك حقيقةً. ثم يأتي ذلك المسكين غافلاً تماماً عن المعركة التي دارت برأسك، بينما أنت مشحون كظيم. فما إن يتكلم إلا وتنفجر في وجهه، أو تشيح عنه مغضباً، وهو حائر لا يدري لتصرفك سبباً. وقد يردُّ على انفعالك بانفعال، وعندها ينتقل الشجار من أرض الخيال إلى أرض الواقع؛ فتتشنج العلاقات وتوغَر الصدور، فماذا استفدنا؟ أعترفُ أن إيقاف تلك الح

مخادعة

  من صور مخادعتنا لأنفسنا أننا نبرر استمرارنا في ارتكاب الأخطاء بأن كل الناس يفعلونها: نقصِّر في صلاتنا، فإذا أحسسنا بالذنب هونَّا على أنفسنا بأن كل الناس مقصرون، ومن منَّا يقيم صلاته على وجهها؟! نُنصح بالبعد عن المعاملات المحرمة فنقول: وماذا نفعل؟ "الدنيا خربانة" و كل الناس هكذا! وليس هذا في الدين وحسب، بل حتى في أمور الدنيا: نعيش بنمط غير صحي نعرف جيداً أضراره، لكننا نبرر لأنفسنا بأن كل الناس مثلنا. لا نتبع إجراءات السلامة، كربط حزام السيارة مثلاً، ثم نقول: كل الناس لا يربطون أحزمتهم، "جات علي أنا؟!". فإن حاولَت نفسُك إيقاعك في هذا الفخ، فقل لها: أنت يا نفس أول المتضررين إن "وقعت الفأس بالرأس" ولن يفيدكِ وقتها كل الناس . ثم أنت يوم القيامة تحاسبين وحدكِ لا يغني عنكِ ما فعله كل الناس . وإن حاول هواك إسكات ضميرك بـ كل الناس فأسكته بـ "لا تغتر بكثرة الهالكين". [7-5-1443]