القليل الدائم في العادات

أيقنت فعلاً أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع في العادات والإنجازات.


منذ عرفت نفسي وأنا قارئة والحمدلله. وبعد الجامعة، اتخذت عادة بالقراءة مدة ساعة يومياً، وواظبت عليها عدة سنوات. فكنت أنهي في السنة ما يزيد على الخمسين كتاباً.

ثم شيئاً فشيئاً، زاد انشغالي وضاق وقتي عن تفريغ ساعة كاملة للقراءة. فأصبحت تمر عليَّ الشهور دون أن أفتح كتاباً، بانتظار أن أتفرغ قليلاً حتى أعود إلى عادتي. فإن وجدت متسعاً في يوم لم أجده في بقية الأيام، وقائمة الكتب التي أريد قراءتها في ازدياد.
 
فلما يئست من التفرغ، أقنعت نفسي أن "ما لا يُدرك كله لا يُترك كله". ورأيت أن أتخذ عادة جديدة تَسهل المداومة عليها، فقررت القراءة يومياً مدة ١٠ دقائق فقط. وهكذا يمكنني "حشر" القراءة بين المهام اليومية.👍😁
😉
😉
😉


والحمدلله، أنا على هذه العادة منذ أكثر من عام، وأصبحت أنهي الكتاب تلو الكتاب. صحيح أن عدد الكتب التي أنهيها مخجِل مقارنة بالماضي، لكنني على الأقل مستمرة في القراءة. ولَأن تزحف فتصل في نهاية المطاف، خير من أن تجلس مكانك فلا تصل أبداً.

هذا مثالٌ عليه فَقِس...
حفظ القرآن، سماع محاضرات طويلة، تدرب على مهارة، تعلم شيء جديد،....
ولا تستخفَّ بهذه الدقائق القليلة، فـ"إنما السيل اجتماع النُّقط".
💧💧💧
 
الخلاصة:
- اقتنع أن ظروفك الآن تختلف عن ظروفك السابقة، فلا تطالب نفسك وقت شغلها بعين ما كانت تفعله وقت فراغها.
- تخلَّ عن سعيك للكمال، وتذكر أن "ما لا يُدرك كله لا يُترك كله".
- حدد المدة التي تناسبك، ولتكن معقولة يسهل الالتزام بها يومياً أو أسبوعياً.
- كن جاداً في التزامك بهذه العادة، وعوِّضها إن فاتتك، لتعلم نفسك أنه لا مجال للتهاون.
- على طول الطريق، ضع أهدافاً قصيرة المدى وكافئ نفسك كلما حققتها.
[18-3-1445]


تعليقات