أبناء وآباء


🔹ينظر إلى سيارة أبيه القديمة بازدراء .. يخجل منه كلما مر بها أمام أصدقاءه .. ومافتئ يعيره بها يقارنها بسيارته الحديثة ..
متناسياً..
أن بها، كانت أولى خطواته في عالم القيادة .. وبها، مر أمام أولئك الأصدقاء متفاخراً بمهارته في قيادتها !!

 

🔹Aa Bb Cc 
يكتبها بخط مرتعش محاكياً ماكتبته أمه .. تريده أن يكون متقدماً على غيره .. تريده أن يكون متمكناً منها. حتى إذا كبر ونال من تلك اللغة الشيء الكثير .. سخر من مستوى أمه المتواضع ..
متناسياً ..
أنه في يوم من الأيام كان ينظر إليها مستغرباً قدرتها على التمييز بين كل تلك الأحرف المتشابهة !!

 

🔹تجلس بين صديقاتها .. تقلد بسخرية طريقة والدها في استخدام هاتفه الذكي الجديد .. تعلق ضاحكةً:  التقنية لا تناسب "الشيبان" ..
متناسيةً ..
بداياتها مع تلك التقنية، ولمساتها العشوائية المستكشفة , وانبهارها بما وصل إليه العالم من تطور !!

 
〰〰
ماذا تغير حتى أصبح الأبناء لا يجدون حرجا ً في السخرية من آباءهم و أمهاتهم و الاستهزاء بهم والتعالي عليهم ؟!

متناسين جميعاً تلك الأيادي العليا التي دونها لما وصلوا إلى ماهم عليه.. متغافلين عن ماضيهم .. ناظرين إلى أنفسهم نظرة من أحاط بكل شيء علماً. حتى ظنوا زيفاً أنهم فاقوا والدِيهم علماً ومعرفة ً وخبرةً، فما عادوا يرون فيهم مُثلاً عليا يتطلعون إليها !! وهيهات، هيهات .


[28-5-2015]

تعليقات