العامية الفصيحة


تمر علي أثناء قراءتي لبعض الكتب القديمة كثير من الكلمات التي نستخدمها في عاميتنا فأكتشف أنها أصلاً فصيحة، وأننا لم نغير منها إلا التشكيل أحياناً، وأحياناً أخرى غيرنا استعمالها. لكن الكلمة هي هي التي كان يستخدمها العرب منذ قرون.

وكنت لدهشتي وسعادتي أجمعها في قائمة عندي، وأشعر مع كل كلمة أضيفها باعتزازي ليس بالعربي الفصيح فقط بل بالعامي أيضاً (لهجتي الحجازية على الأقل). إلى أن توقفت عن فعل ذلك لكثرة ما أضفت من كلمات حتى ظننتني سأسجل كل مانقوله.

فعلى الرغم من الفرق الظاهر بين الفصيح والعامي، إلا أننا وبالتركيز في كلماتنا وتحليلها، نجد كثيراً منها فصيحاً، بل ربما هو الغالب لكننا لا ندرك ذلك.
أحد الأسباب، هو اقتصار الفصيح الشائع على مفردات بعينها والعامي على مفردات أخرى بنفس المعنى، حتى اعتقدنا اختصاص كل واحدة بما تستعمله من مفردات. مثل "حائط" بالفصحى و"جدار" بالعامية، "طائرة" و "طيارة"، "سقط" و "طاح"، وهي في الحقيقة كلها فصيحة صحيحة.

بعد إدراكي للكم الهائل من الفصيح في عاميتنا، تغيرت نظرتي للأخيرة إلى الفخر والاعتزاز، وأحسست بمبالغة بعض من يحاربون العاميات ويجعلونها سبباً يقود إلى زوال اللغة العربية لا محالة.

[9-8-1440]

تعليقات