تغيير الأسماء: تطبيع وتنفير
أتذكر في طفولتي حملة مقاطعة البضائع الأمريكية إبَّان الانتفاضة الفلسطينية. فكنَّا قبل أن نشتري منتَجاً، نسأل عما إذا كان أمريكياً أم لا بِقولنا في براءة "هذا مسلم ولا كافر؟"
واليوم، لو وصفتُ أمريكا بالدولة الكافرة لأنكرتُه من نفسي، ولأَنكَره الآخرون!
قد نسمِّيها وغيرَها دولاً عَلمانية أو مسيحية أو لا دينية... أي شيء، المهم أن نبتعد عن وصف الكفر!
قد نسمِّيها وغيرَها دولاً عَلمانية أو مسيحية أو لا دينية... أي شيء، المهم أن نبتعد عن وصف الكفر!
لاحظ انطباعك عن الأسماء التالية:
زنا - خمر - وشم - رشوة - ربا.
ثم...
علاقة جنسية (خارج الزواج) - كحول - تاتوو - عمولة - فائدة.
إن من أولى خطوات التطبيع مع المحرمات، تغيير أسمائها من اسم شرعي محمَّل بما يبعث على النفور منها، إلى اسم محايد لا يُجرِّم، أو اسم محمَّل بثقافة غالبة جاذبة.
وفي مقابل التطبيع تُتَّبع نفس الآلية للتنفير؛ فيُسمى التعدد خيانةً، والجهاد إرهاباً، والتدين تشدداً! فلا غرابة بعد ذلك إن قبِلنا المنكر، ونفرنا من المعروف.
لا تستهن بما للأسماء من تأثير. فلولا ذلك لمَا غير الرسول ﷺ أسماء بِقاعٍ وأشخاص، ولمَا حذر أصحابه بقوله: "لا تغلبنَّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنما هي العشاء، وإنما يقولون العتمة".
بل قد تنبأ ﷺ ببعض هذا التغيير ونبَّه: "لَيشرَبنَّ ناسٌ من أمتي الخمر، يسمُّونها بغير اسمها".
>فلا تغلبنَّنا شياطين الإنس على أسماء شرعنا!
[12-3-1443]
تعليقات
إرسال تعليق