خواطر في الصبر والرضا والتوكل
عندما أحس بالضيق والقلق، وأشعر أن همي ومخاوفي تتضخم لتصبح أكبر مني و تبتلعني، فإن مما يريحني تخيل كاميرا فوق رأسي تبدأ في الابتعاد تدريجياً؛ فأراني أصغُر، وأرى الأرض تصغُر، والمجرة تصغُر، حتى أرانا لا شيء ... مجرد ذرة في هذا الكون الكبير. ومن وراء هذا الكون الكبير خالقٌ أكبر وأعظم. فماذا أنا و مخاوفي إلى جانب ذلك الرب العظيم؟! وماذا البشرية كلها ومشاكلها إلى جانبه؟! لا شيء. هذا التغير في المنظور، ورؤية الأمر على حقيقته الفعلية الكونية، لا على مشاعري المضخِمة والمبالِغة كثيراً ما يثمر طمأنينة فورية، والحمدلله رب العالمين. [19-5-1440] ────── 〔✿〕────── عجيب أمركِ أيتها النفس! قد تولى الرب رعايتكِ، ودبر جميع شأنكِ مذ كنتِ في بطن أمكِ. فما بالكِ الآن وقد ضاقت عليكِ الحياة تظنينه يتخلى عنكِ؟! أما كان هو يدبر أمركِ دون أن تسأليه؟ فما بالكِ تظنينه يخذلكِ وقد سألتيه؟! أليس هو القائم بأمر السماوات والأرض ومن فيهن؟ فما بالكِ تظنين همكِ يعجزه؟! أليس هو يكلأ النبتة والحشرة؟ فما بالكِ تظنينه يغفل عنكِ من بين خلقه؟! أليس هو يجيب دعوة الكافر وقد جحده وتفنن في عصيانه؟ فما بالكِ تظنينه يت...