خواطر في الصبر والرضا والتوكل
عندما أحس بالضيق والقلق، وأشعر أن همي ومخاوفي تتضخم
لتصبح أكبر مني و تبتلعني، فإن مما يريحني تخيل كاميرا فوق رأسي تبدأ في
الابتعاد تدريجياً؛ فأراني أصغُر، وأرى الأرض تصغُر، والمجرة تصغُر، حتى
أرانا لا شيء ... مجرد ذرة في هذا الكون الكبير. ومن وراء هذا الكون الكبير
خالقٌ أكبر وأعظم.
فماذا أنا و مخاوفي إلى جانب ذلك الرب العظيم؟! وماذا البشرية كلها ومشاكلها إلى جانبه؟! لا شيء.
هذا
التغير في المنظور، ورؤية الأمر على حقيقته الفعلية الكونية، لا على
مشاعري المضخِمة والمبالِغة كثيراً ما يثمر طمأنينة فورية، والحمدلله رب
العالمين.
[19-5-1440]
────── 〔✿〕──────
ورد عن بعض العلماء أن يونس عليه السلام مكث في بطن الحوت
أياماً، يلهج بالتسبيح وبـ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
حتى استجاب له ربه ونجاه من الغم. ولو شاء الله ما مكث في غمه ذاك إلا
لحظات.
فهل نحن أكرم على الله من نبيه يونس حتى نستعجل الفرج؟!
[18-8-1440]
────── 〔✿〕──────
"نفرُّ من قَدر الله إلى قَدر الله"
بالأمس كنت في غاية السعادة --> قدر الله.
ببساطة، كنت في قدر الله وانتقلت إلى قدر الله. فكيف لا أرضى بقدر الله ولم يكن سبحانه غائباً ولا غافلاً عما حصل لي مما أكره؟! بل هو ذاته من قدّره علي لحكمة قد أعلمها وقد أجهلها. وهو أرحم بي من نفسي ومن أمي.
هذه المقولة في التسليم للقدر وتغير الحال. ثم تأتي المقولة الأصلية لعمر، رضي الله عنه، لتدعو إلى بذل الأسباب ومحاولة الفرار من حالة العسر إلى حالة من اليسر هي أيضاً من قدر الله.
[25-7-1441]
فإلى متى تظل أنفسنا تتردد وتتوجس وكأنها تشك في قدرة الله ومعيته لعباده؟! كم يرينا الله من الدلائل وكم يرسل إلينا من الأشخاص والأحداث ما يثبتنا ويذكرنا بالتوكل عليه، ثم ما نلبث أن ننسى ونظل في كل مرة نحتاج إلى من يذكرنا بـ"كلا"! فمتى نكون نحن من يقول "كلا" لمخاوفنا وقلقنا فضلاً عن أن نكون نحن من يقولها لغيرنا؟!
فيا شيطاني ويا نفسي أقول لكما "كلا إن معي ربي سيهدين".
[3-6-1442]
[21-5-1443]
────── 〔✿〕──────
[30-5-1443]
────── 〔✿〕──────
تخيل أن تكون في هم عظيم، وإذ بالله عز وجل يخرق لك العادة وقوانين الكون ثم يبشرك ويعدك بما يسرك، وأنت بعد هذا ما تزال تشعر بشيء من الخوف والقلق.
لو حصل هذا لأحد منا فلن يكف عن جلد نفسه، ورميها بقلة الإيمان وانعدام التوكل واليقين. لكنه حصل لامرأتين هما خير منا: أم موسى وأم عيسى.
حتى بعد شهودهما الكرامات، صدر منهما ما ينبئ عن شدة الخوف أو الغم: ﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا﴾، ﴿قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا﴾.
قطعاً لم يكن ذلك من قلة اليقين والتوكل، بل
أحسبه الضعف البشري والطبيعة النفسية.
فرفقاً بأنفسنا! وكما يردد الدكتور عبدالرحمن ذاكر: "ارحموا ضعفكم! بالله عليكم ارحموا ضعفكم!"
[23-7-1444]
────── 〔✿〕──────
أن تعرف أن الله الذي قدَّر لك هذا القدَر الذي يزعجك لا شك أنه يريد بك خيراً فيه، فهو الذي ظهرت ألطافه جلية لك قبلاً.
ومن اعتدت منه على أفعال، علمت أنه لم يكن ليغيرها إلا لو غيرت أنت في نفسك شيئاً، {ذلك بأن الله لم يكُ مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
ولأنك جربت منه اللطف والعناية والإرشاد مرات ومرات قبلاً، تعلم الآن أن من قدَّر لك هذا الابتلاء هو نفسه من قدَّر لك تلك الألطاف، فتسكنَ نفسك وتعلمَ أنه يحبك ولا يريد بك إلا خيراً، ولو لم يَظهر لك، {إن ربي لطيف لما يشاء}.
────── 〔✿〕──────
قرأت
قصة حقيقية عن احتجاز 33 عاملاً داخل منجم في تشيلي مدة 69 يوماً. جذبتني
قصتهم، فأخذت
أبحث عن مزيد من التفاصيل وأشاهد مقابلات معهم. وكان مما كرروا ذكره في عدة
مناسبات، أن السبب الرئيسي وراء صمودهم كل تلك المدة واحتفاظهم بروح
معنوية
عالية هو إيمانهم بالله. وكانت الصُلبان والسُبَح -نعم المسيحيون أيضاً يستعملون السُبحة-
من أوائل الأشياء التي طلبوا الحصول عليها عندما تمكن المنقذون من التواصل معهم عبر حفرة ضيقة.
فهذا تأثير الإيمان على من عقيدته منحرفة، وتصوره عن الله مغلوط، فكيف تأثيره على صاحب العقيدة النقيَّة؟!
[25-3-1445]
تعليقات
إرسال تعليق