طول الأمد


تحلُّ بأمتنا مصيبةٌ؛ فنَضجُّ وننتفض، نتألم ونحزن، ندعو ونبذل. ثم يطول علينا الأمد فنألف هذا الوضع، ونلتهي عنه بحياةٍ يُراد فيها عمداً إلهاء الناس بأصناف الترفيه والتفاهات، وإشغالهم عن الهموم الكبرى بهمومهم الشخصية.
وإذ بِقضيَّتنا هذه قد زُويت إلى ركنٍ مهجورٍ من ذاكرتنا مع أخواتها اللاتي سبقنها؛ فما عُدنا نهتم بها بل ولا نتذكرها.
    {طال عليهم الأمد فقست قلوبهم}

لا يعني كون الإلف والنسيان طبيعةً بشريةً أن نستسلم لها ونهز أكتافنا في عجزٍ، ولا يعني بالمقابل أن نلبس السواد أو نغرق أنفسنا في تتبع أخبارٍ لا تزيدنا إلا كآبةً وإحباطاً.
إنَّ المُراوحة بين دعوةٍ باللسان، وبذلٍ بالمال، ونُصرةٍ بحسب الطاقة والإمكان، مع تعريفٍ للأجيال بقضايا أمة الإسلام؛ كفيلٌ بألا يُجدبَ قلوبَنا طولُ الأمد، فتصبح كالحجارة أو أشد قسوةً. والله المستعان.

[28-6-1442]

تعليقات

إرسال تعليق