الترحم على الكفار
إن فكرة الترحم على كافر بحجة احتمال إسلامه
قبل موته هي بسخف فكرة الامتناع عن الترحم على مسلم لاحتمال ردته قبل
موته! ثم إن شأن الدنيا كله قائم على الأخذ بالظاهر، لم نؤمر بالتنقيب عما
خفي من أحوال الناس، وإنما علينا بما عُرف عنهم واشتهر من حالهم.
وحتى
لو علمنا من ظاهر الإنسان الكفر، وعلم الله منه صدق الإسلام فلن يضره أن
لا يترحم عليه أحد، ولن يضره أن يلعنه كل أحد. لأنه بين يدي من هو أعلم به
منا، وأرحم به منا. فكفاكم شفقة باردة، ورأفة زائفة، ورحمة في غير موضعها.
ويا
لله ما أعظم حلمه عليكم! قضى الكافرون أعمارهم في إنكارٍ لله أو إشراكٍ
به، ونسبوا إليه أقبح الصفات بلسان مقالهم أو حالهم ثم "ها أنتم هؤلاء
جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون
عليهم وكيلاً"؟!
[17-6-1442]
تعليقات
إرسال تعليق