رحمة ورجاء
مدخل:
قال الله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً}.
-----
تنظر في أهل الأرض، فإذا جُلُّهم في كفر وضلال وجهل بالله، وإذا أنت مع قلة قليلة هم أهل الإسلام.
ثم تنظر في أهل الإسلام، فإذا معظمهم في شرك وخرافة وبدعة، وإذا أنت مع قلة قليلة جداً هم أهل التوحيد والسُنَّة.
ثم تنظر في هؤلاء، فإذا أكثرهم غافلون لاهون متخبطون، وإذا أنت مع قلة قليلة جداً جداً هم أهل الالتزام؛ يحسنون ويسيئون، يطيعون ويعصون، لكن ذكر الله حاضرٌ في قلوبهم، ويوم الحساب يرونه أمامهم، فيسعون مجتهدين ويُنيبون مستغفرين.
ترى هذا الاصطفاء فتحمد الله ثم تحمده ثم تحمده، وتسأله الثبات وهداية كل ضال، وتزيد من الإحسان شكراً على عظيم الإنعام.
ترى
كل ذلك، وتصبِّر نفسك على الغربة مستأنساً بقول من سبقوك: "الزم طريق الحق
ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر لكثرة الهالكين".
-----
مخرج:
قال أيوب السختياني -رحمه الله-: "ﺇﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﻗَﺴَﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺇﻧﻲ ﻷﺭﺟﻮ ﻣﻦ تسع وتسعين ﺭﺣﻤﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ".
وأقول أنا:
ﺇﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﻗَﺴَﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ التوحيد والسنة والالتزام، ﺇﻧﻲ ﻷﺭﺟﻮ ﻣﻦ تسع وتسعين ﺭﺣﻤﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
فاللهم
ارحمنا برحمتك، وأحينا على ما تحب وترضى وأمتنا على ذلك، واجعلنا ممن يقول
في الجنة: {الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
[2-11-1442]
تعليقات
إرسال تعليق