(5) ملكوت السماوات: نظرتان

 

قد علمتَ أن الإنسان في هذا الكون الفسيح ذرة لا أكثر،
فإن شئتَ كانت لك في تلك الحقيقة نظرتان:

نظرة إلى حجمك، ترى فيها أنك لا شيء،
بل جُلُّ ما في الكون أكبر منك وأعظم.
فيورثك ذلك تواضعاً لخالقك؛ فلا تطغى،
وتواضعاً لخلقه؛ فلا تتكبر.

ونظرة إلى قَدرك، ترى فيها أن الله سخر لك الكائنات،
وفضلك على كثير من المخلوقات.
واختار أرضك الضئيلة من بين الأجرام لتكون
مهبط وحيه وممشى الصفوة من خلقه ... لأجلك.
فيورثك ذلك عزةً وفخراً توجب شكراً وعملاً.

وباجتماع هاتين النظرتين يكون التوازن.
[1-4-1443]

تعليقات