نور
"هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قَتلُ [فلان]...
فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا، وإن قُتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها."
بقراءتك الكلام هكذا مفصولاً عن قصته، تفهم أنه شخص مقدم على تضحية عظيمة الأجر،
وربما تظن أن فلاناً الذي يتقرب إلى الله بقتله إما كافر شديد العداوة أو منافق شديد الخبث.
وربما تظن أن فلاناً الذي يتقرب إلى الله بقتله إما كافر شديد العداوة أو منافق شديد الخبث.
حسناً، لنقرأ الكلام كاملاً هذه المرة:
"هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قَتلُ علي بن أبي طالب...
فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا، وإن قُتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها."
-القائل: عبدالرحمن بن ملجم.
-القائل: عبدالرحمن بن ملجم.
[تاريخ الطبري]
لا أجد تعليقاً أفضل من قوله تعالى: {أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً}!
أن تفعل ما ينزل عليك مقت الله وتحسب أنك تتقرب إليه، أن تسيء وتحسب أنك تحسن صنعاً، أن تَضل ولا تدري أنك ضال.
{إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}... آية مخيفة!
أن تفعل ما ينزل عليك مقت الله وتحسب أنك تتقرب إليه، أن تسيء وتحسب أنك تحسن صنعاً، أن تَضل ولا تدري أنك ضال.
{إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}... آية مخيفة!
ومثلها تخيفني عبارة أقرؤها في معرِض الحديث عن مبتدعة أو جهلة ينفقون في عملٍ خطأٍ أعمارهم وطاقاتهم،
وهي قولهم: "يفعل كذا وهو يحسب أنه بهذا يخدم الدين".
يا الله! هل شيء مما أعمله أحسب أني به أخدم الدين إنما هو في الحقيقة وبالٌ علي؟!
أو خيرٌ لكنني بسببه أفوِّت خيراً أعظم، فأخسر من حيث أظنني أربح؟!
وهي قولهم: "يفعل كذا وهو يحسب أنه بهذا يخدم الدين".
يا الله! هل شيء مما أعمله أحسب أني به أخدم الدين إنما هو في الحقيقة وبالٌ علي؟!
أو خيرٌ لكنني بسببه أفوِّت خيراً أعظم، فأخسر من حيث أظنني أربح؟!
- والمَخرج؟
لا أرى مخرجاً من عمى البصيرة هذا إلا الدعاء الصادق.
ومِن أحب الأدعية إليّ في هذا الشأن:
ومِن أحب الأدعية إليّ في هذا الشأن:
"اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"
"اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد"
"اللهم نور بصيرتي"
"اللهم اجعل لي نوراً"
وتلك الأخيرة لها وصفة ذكرها الله في كتابه:
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم}
نوراً تمشون به....
أتخيله كالفانوس تحمله بين يديك في ليلة حالكة السواد،
يشع من النور بقدر ما وضعت فيه من "اتقوا الله وآمنوا برسوله"،
تمشي به تتبع خُطا من ساروا قبلك.
وهذا النور بين يديك، أتُراك تضل؟! أتُراك تتخبط؟! أتُراك تنتكس؟!
{ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}
أتخيله كالفانوس تحمله بين يديك في ليلة حالكة السواد،
يشع من النور بقدر ما وضعت فيه من "اتقوا الله وآمنوا برسوله"،
تمشي به تتبع خُطا من ساروا قبلك.
وهذا النور بين يديك، أتُراك تضل؟! أتُراك تتخبط؟! أتُراك تنتكس؟!
{ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}
[17-9-1443]
تعليقات
إرسال تعليق