لماذا لم يتأثروا؟!
➖نعرف أن التتار اجتاحوا العالم الإسلامي بقوة عسكرية ضخمة، وأن الصليبيين احتلوا القدس وغيرها عقوداً طويلة، فهل سمعنا أن المسلمين -وهم المغلوبون- تأثروا بالتتار والصليبيين فكرياً وعقدياً وقلدوهم في ذلك؟!
➖وكان المسلمون حين انفتاحهم على الفرس والروم واليونان متخلفين عنهم حضارياً، فهل سمعنا أنهم ذابوا في تلك الحضارات؟!
|•|
ليست الهزيمة العسكرية ولا الحضارية هما الباعث على الذوبان في الطرف الغالب، بل هي الهزيمة النفسية.
انهزم المسلمون مادياً لكنهم كانوا نفسياً أعزة بإسلامهم، عزة حالت بينهم وبين الانبهار، هذا الشعور الذي إن أصاب المرء أعمى قلبه وعقله، فأخذ بلا تمحيص وقلد بلا تفكير.
|•|
يقول الدكتور سامي عامري: "يجب وأنت تنظر إلى الأمريكي أو الأوروبي أو غيره من الغربيين من المشاهير أو الأثرياء أو المفكرين يجب أن تنظر إليهم نظرة شفقة، لأنك تعلم في نفسك أنك أنت الوحيد على هذه الأرض -مع من يشاركك الانتماء إلى الإسلام بمعناه الواسع- أنك الوحيد الذي تملك هذا الطريق إلى الجنة... هذا الشعور إذا لم تجده في نفسك، ففي وعيك بحقيقة هذا الدين دَخل وقصور. لا بد أن ترفع منسوب الإيمان في نفسك، منسوب الاعتزاز بالانتماء لهذا الدين لتحقق هذه الحصانة، تحققها في نفسك وتحققها في أولادك."
|•|
▪️تشعر بالشفقة وأنت تراهم روحياً تائهين متخبطين.
▪️تشعر بالشفقة وأنت ترى انحطاطهم أخلاقياً إلى درجة ترتفع عنها البهائم بكثير.
▪️تشعر بالشفقة وأنت ترى تخلفهم في آداب قضاء الحاجة والنظافة الشخصية.
▪️تشعر بالشفقة وأنت ترى أعداد المشردين والمدمنين، وأنت ترى نسب الجرائم والانتهاكات، وأنت ترى عبودية بمسمى الحرية، والقائمة تطول...
|•|
أمثال هذه النظرات توازن شعور الانبهار، وتضع بينك وبينهم مسافة معنوية. فإن تعاملت معهم تعاملت وأنت عزيز، تبَرُّ من استحق البر، لا تزلفاً بل تنفيذاً لأمر دينك وتأليفاً لقلبه. وإن أخذت منهم واستفدت، أخذت وأنت عزيز، تأخذ الأجود من إنتاجهم وتترك الرديء. وتكون شفقتك رحمة لهم فتسعى لإنقاذهم وهدايتهم.
[28-10-1444]
تعليقات
إرسال تعليق