وعند الله تجتمع الخصوم
في سؤال للملحدين على موقع Quora حول الأشياء التي يفتقدونها بعد إلحادهم، كانت هذه إحدى الإجابات:
"I miss the satisfaction of justice knowing that nobody would get away their crimes; God would eventually judge them. It's a pretty tough pill to swallow realising that there is no final judgment and that many crimes will go unpunished."
"أفتقد شعور الرضا بتحقيق العدل حين تعلم أن المجرمين لن يفلتوا بجرائمهم، وأن مصيرهم إلى الله ليحاسبهم. من الصعب جداً تقبل أنه لن يكون هناك حساب أخروي وأن جرائم كثيرة ستمر بلا عقاب."
。☆✼★━━━━━━━━━━━━★✼☆。
من أكثر العقائد المطَمِئنة المريحة: عقيدة البعث والحساب. عقيدة يفتقدها بعض الملحدين ويحِنُّون إلى الطمأنينة التي كانت تبعثها في نفوسهم أيام كانوا مؤمنين، وإن كان إيماناً محرفاً، فكيف إذا كان الإيمان صافياً صحيحاً؟!
كثيراً ما أقرأ عن قتل أو تعذيب أو اغتصاب، وأشعر بالحزن على الضحايا والتعاطف معهم وإن كانوا كفاراً، فهذا ظلم لا يرضاه الله. ثم أتذكر أن "للظالم يوم"، وأن هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من قاضي السماء وإن أفلتوا من قُضاة الأرض أو كان حكمهم جائراً، فتسكن نفسي وأحمد الله على عدله، {وقضي بينهم بالحق وقيل الحمدلله رب العالمين}.
يوم الحساب يومٌ يأخذ فيه المظلوم حقه من ظالمه، ليس المسلمون فقط، بل حتى الكفار الذين سينتهي بهم المطاف إلى جهنم خالدين فيها أبداً يقتص بعضهم من بعض، بل ويقتص المظلوم الكافر من الظالم المسلم. في الحديث القدسي أن الله ينادي يوم القيامة فيقول: "لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده مظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، ولأحد من أهل الجنة عنده مظلمة، حتى أقصه منه، حتى اللطمة".
وأعجب من هذا أن الحيوانات التي ستصبح في النهاية تراباً، تقتص من بعضها البعض! وأعجب منه اقتصاصها ممن ظلمها من الناس مسلمهم وكافرهم! وتأمل كيف قال تعالى "نفس" ولم يقل "إنسان": {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}.
فإن قيل: ما الفائدة من أخذ الكافر والبهيمة حقهما ممن ظلمهما ونهايتهما كما نعلم؟
فجوابه ما ورد في «مرقاة المفاتيح»: "إن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يسأل عما يفعل، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع، بل يقتص حق المظلوم من الظالم".
فجوابه ما ورد في «مرقاة المفاتيح»: "إن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يسأل عما يفعل، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع، بل يقتص حق المظلوم من الظالم".
فلنحذر أن نقف يوم القيامة موقف الظَّلَمة، فأهل الحقوق حولنا كُثُر.
وللظالمين نقول: لكم موعدٌ يوم القيامة، "وعند الله تجتمع الخصوم".
وللظالمين نقول: لكم موعدٌ يوم القيامة، "وعند الله تجتمع الخصوم".
[5-2-1445]
。☆✼★━━━━━━━━━━━━★✼☆。
للاستزادة:
تعليقات
إرسال تعليق