قفز الحدود

 

 
تشي جيفارا... لا يُذكر إلا وتُذكر معه الثورة الكوبيّة، حتى أنني بعدما قرأت عن نضاله في كوبا ضد التسلط الرأسمالي افترضت أنه كوبيٌّ يدافع عن بلده. ثم علمت بعدها أنه لم يكن كوبيّاً بل أرجنتينياً، ففاجأني ذلك وأكبرت فيه أن ترك بلده وذهب يجود بنفسه في بلد آخر يشاركه الموروث واللغة.

ثم تذكرت ما أشعرني بالفخر، تذكرت قائداً مسلماً ناضل في فلسطين حتى ارتبط اسمه بها وبالثورة الفلسطينية، وربما ظنه كثير من الناس فلسطينياً لكنه لم يكن كذلك بل كان سورياً... أعني الشيخ المجاهد عز الدين القسّام. وُلد القسّام قبل رسم الحدود السياسية وعرف الأمة الإسلامية جسداً واحداً، ثم رأى أصابع الكفر تعبث بذلك الجسد فسعى إلى قطعها في سوريا ثم في فلسطين، ولسان حاله يقول "بنو الإسلام إخواني - - وأرض الله أوطاني".

نموذجان اشتركا في قفز سياج الحدود، جمعتُ بينهما تجوُّزاً وبينهما من الفرق ما بين الثرى والثريا. إن لم تلهبنا حماسة المجاهد المسلم، فلا أقل من أن تستفزنا فكرة ملحد يكون أكثر شهامة منا.
إننا نغفل أحياناً حتى عن أضعف الإيمان، عن مؤازرة بالقلب ودعوة باللسان، ولسان حال بعضنا: نفسي نفسي، طالما أن العدو لا يهدد حدود بلدي فليس ذاك من شأني! وإنَّ كياناً تنطفئ فيه جذوة الأخوة الإسلامية فتخيّم عليه الأنانية لن تكون عاقبته إلى خير إلا أن يشاء الله. وتأملوا إن شئتم قصة نعرفها من صغرنا... "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
[10-2-1442]

تعليقات