استمسكي إنك على الحق!

 شاهدت مقابلة مع لبنانية كانت مسيحية وأسلمت، وكان مما ذكرته في اللقاء والألم بادٍ عليها، ما عانته عندما تحجبت في مجتمع تغلب عليه المسيحية، من مقاطعة أقاربها لها واستهزاء زملائها بها، انتهاءً بفصلها من عملها بسبب حجابها. ومع هذا تثبت ولا يهمها ما يحصل في سبيل ذلك، وكانت تكرر وتقول "أنا اخترت الآخرة".

وأخرى سويدية تتعرض للإيذاء الجسدي من متعصبين كارهين للإسلام لمَّا رأوها مرتدية الحجاب، رغم أنها ابنة بلدهم ورغم أنها كانت حاملاً،
ومع هذا لم تخلع الحجاب

ذكرني هذا برسالة من صديقة لي روسية ترجوني أن أدعو لها وتذكر لي -وهي تبكي- كيف تتعرض لمضايقات في العمل بسبب حجابها، مع حاجتها لهذا العمل وعدم وجود من يعيلها.
· · ─ ·✶· ─ · ·
 
فقلت: سبحان الله! أمثال هذه النماذج حجة علينا! نعيش في مجتمع أينما تلفت وجدت فيه محجبة أو منقبة، ومع هذا إن أرادت إحدانا الارتقاء في الحشمة درجة، تقرباً إلى الله واستشعاراً أن هذا هو الحجاب الشرعي الذي يرضاه، شعرت بالخوف من مخالفة من حولها، أو من وصم بالتشدد وما يتبعه من صور نمطية لم يقصر إعلامنا في نشرها.

مهما واجهنا من صعوبة أو حرج، فلن يقارب ما تتعرض له من تعيش وسط مجتمع نساؤه يُظهرن من أجسامهن أكثر مما يسترن، ثم تقرر هي أن تغطي كامل جسدها وتتحجب أو تتنقب، مع ندرة المؤنس وشعورها بالغربة الشديدة. إنها تبدأ من الصفر، بينما نحن والحمدلله نشأنا في مجتمع هذا الستر هو الأصل فيه، فلم يبقَ لنا في طريق استكمال الحجاب الذي يرضاه الله إلا خطوات قليلة. 
 
ولنستحضر ما قالته إحداهن:
 "أنت بتمسكك بحجابك سبب من أسباب عزة الإسلام."
 
[12-2-1447] 

تعليقات