المحنة والإيمان
![]() |
| [سجن تزمامارت] |
ظرفان متشابهان ونتيجتان مختلفتان:
عسكريون مغاربة يسجنون 18 عاماً في زنازين مظلمة وأوضاع لا تناسب إلا الحشرات، في سجن تزمامارت سيء السمعة. ومع ما يعرف عن العساكر خاصة وعن المسلمين عامة قبل الثمانينات من جهل بالدين وبعد عنه، إلا أن كثيراً منهم في تلك الظروف حفظوا القرآن كاملاً! وكانوا -بعد أن حصلوا على نسخة منه بالتهريب- يقرؤونه تحت الضوء الخافت الذي بالكاد يصلهم، ويُحفِّظ بعضهم بعضاً، وكان له أثر في زيادة إيمانهم وتثبيتهم في محنتهم تلك.
وعلى الطرف الآخر، عائلة مغربية تُسجن منفردة لنفس المدة وفي أوضاع مشابهة، لكن ينتهي بها الأمر كما تقول كبرى بناتها: "لقد رفضنا الإسلام الذي لم يأت إلينا بشيء جيد، واخترنا الكاثوليكية بدلًا منه"!
المشكلة ليست في الظروف الخارجية، وإنما في القلب الميت الذي لا ينيب إلى الله رغم شدة البلاء والحاجة، {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم}.
وهنا دور مهم للصحبة الصالحة؛ فالعساكر كان المتدينون منهم يعلمون الآخرين، ويرفعونهم إلى مستواهم. بعكس العائلة التي كان تواصلها فيما بينها فقط، فكانت كالدائرة المغلقة على نفس الأفكار والمعتقدات.
نسأل الله العفو والعافية، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
[27-4-1447]

تعليقات
إرسال تعليق