إلى مركز الزهرة مع التحية 🫡

مركز الزهرة

ازداد إعجابي بمركز الزهرة وسبيستون -ليس فقط في حسن أدائهم اللغوي بل التربوي أيضاً- بعد أن شاهدت مؤخراً الاختلافات الكبيرة بين بعض النسخ الأصلية وبين دبلجتهم العربية.

وكلامي هنا عن إنتاجهم القديم في التسعينات وبداية الألفية، ولا أدري إن كان الحال قد تغير بعدها. ثم إن ثنائي عليهم في أمر ما، لا يعني أنه ليست عليهم ملاحظات.
(✿◠‿◠)ッ 🐻🌻

نتندر أحياناً بـ "التحريفات" في أفلام كارتون طفولتنا: حيث كانت الخمر تُسمى عصير العنب، وسينشي جعلوه خطيب ران، وكيف أن قصة "أنا وأختي" قد غُيِّرت تماماً، وغيرها مما اكتشفناه لما كبرنا.

هذا غير قطع لقطات الخنزير والصليب والقُبلات، أو تغطية الملابس القصيرة، أو إخفاء الإعجاب بين الجنسين وإن كانوا أطفالاً، أو تغيير الأحداث والحوارات تغييراً جذرياً.

كل هذا عُدِّل ليناسب الجمهور المحافظ من الأطفال المسلمين والعرب، وإن كان بعض العاملين مسيحيين أو منفتحين.
(✿◠‿◠)ッ 🐻🌻

👈"عبقور" مثلاً، لا تكاد تخلو حلقة فيه من تعديلات. وهنا بعض الأمثلة على ما لفتني وأعجبني منها:

مشاهد غير مناسبة دينياً أو أخلاقياً:
🟣طمس عبارة "passport of Devil" "جواز الشيطان" على بطاقة تجعل حاملها شريراً.
🟣قطع تصرفات غير لائقة، كأن يرفع عامر فستان غالية ليرى ملابسها الداخلية.
🟣قطع مشاهد تتعارض مع احترام الوالدين،
مثل مشهد قفاز سحري يجعل الأم تتصرف كقطة وتخضع لعبقور.
🟣قطع مشاهد تُعلم سلوكيات ممنوعة، مثل مشهد لعامر وهو يحاول سرقة نقود من محفظة أمه.

مشاهد مربكة لعقل الطفل:
🟣قطع مشاهد تحول الجمادات إلى كائنات حية، والإنسان إلى حيوان والعكس. ودبلجتها على أنه ارتدى قناعاً أو لبساً تنكرياً.
🟣تعديل مشاهد القوى الخارقة، مثل الانتقال الآني من مكان إلى آخر أو عبر الزمن.

هذا مع تغيير كثير من الحوارات، وإضافة رسائل تربوية واقعية للأطفال ليست في النسخة الأصلية: مثل الحث على الاجتهاد والعمل، وأنه لا بد من تعب للحصول على ما تريد، لا لمجرد امتلاك أدوات عجيبة.
(✿◠‿◠)ッ 🐻🌻

وهكذا كان الكارتون يعزز ما نتعلمه من قيم وأخلاق في البيت والمدرسة، ولا يعرضنا لشبهات أو أفكار غريبة علينا.
(✿◠‿◠)ッ 🐻🌻

قرأت مرة تغريدة لمركز الزهرة أو سبيستون يذكرون فيها أن عدداً من التربويين كانوا دائماً ضمن طاقم العمل. وما أشاهده أكد صدقهم في ذلك.
ففرق بين مَن يكون الهدف التربوي أمام عينيه، يبذل في سبيله جهداً كبيراً في الكتابة والقص والتعديل والمراجعة. وبين من يكون هدفه محض الترفيه والكسب، ولو بمحتوى تافه جداً محمل بأفكار دينية وتربوية مفسدة للطفل، وفوقه دبلجة عربية ضعيفة.

أُفضِّل أن يشاهد الأطفال إنتاج الزهرة القديم ولو كانت جودته منخفضة، أو الكارتون الإسلامي القديم والحديث ولو كان إنتاجه متواضعاً، أفضِّله ألف مرة على الإنتاج المبهر لديزني وغيرها مما هو مليء بأفكار مؤدلجة منحرفة أو  تصرفات تافهة سخيفة.

ولنتذكر أن الكارتون موجه للأطفال أصلاً وليس للكبار، وأنهم قد لا يلاحظون التصرف في القصص ولا الجودة المنخفضة. والأهم هو الصدق مع النفس، وعدم التذرع بالعبارة العاجزة:
"إش نسوي؟ مضطرين" لتبرير تعريضهم لما لا يناسبهم.
ولنلاحظ أننا نتحدث هنا عن تسلية وترفيه لا عن حاجة ضرورية.
(✿◠‿◠)ッ 🐻🌻

[4-5-1447]

تعليقات