المستشير الجهول

 

تخيل معي هذا الموقف:
يأتيك أحدهم يستشيرك بين أمرين، فتشير عليه بما تراه مناسباً. وإذ به يقول: لكني أُفضِّل الخيار الآخر. تشرح له أسبابك، فيعود ليقول: صحيح لكني أعتقد أن الخيار الآخر هو الأفضل. تنظر إليه متحيراً وتقول -سراً أو جهراً- : لماذا تستشيرني إذاً؟!
هل يبدو الموقف مألوفاً؟

للأسف هذه حالنا عندما نستخير في أمر تهواه نفوسنا؛ نَكِل بألسنتنا أمر إتمامه أو عدمه إلى الله، لكن قلوبنا تصرخ: يا رب أريده أريده!

واحزروا ماذا نفعل إن اختار الله لنا غير ما أردنا؟ نتحسر ونحزن وربما نغضب. لماذا نستخير إذاً؟! إن كنا نريد اختيارنا ولا نرضى باختيار الله فلماذا نستخيره؟!


إن حقيقة الاستخارة أن نبذل الجهد في اختيار ما يظهر لنا -بعلمنا المحدود ونظرنا القاصر- أنه الخير، ونمضي فيه. ثم نفوض الأمر تفويضاً تاماً إلى من علم مبتداه ومنتهاه، فييسره أو يصرفه بما هو -يقيناً- خير لنا.

فلنحسن الأدب مع ربنا، ولا نكن مثل ذلك المستشير.
[15-9-1442]

تعليقات