المشاركات

فهرس المدونة

خواطر قصيرة (متجدد)   خواطر قرآنية (متجدد) العذر والصيام   كأنك غريب   رسالة وخاطرة   أهكذا تُقدِّرني؟   مشاعر متبادلة   10 وقفات مع صحابية زنت (من وحي قصيدة "وهج التوبة")   قفز الحدود   القليل الدائم في العادات لو كان طعامنا الخيزران...   كيف تنزع عنك اللغات غرورك المعرفي؟   وعند الله تجتمع الخصوم   حاجةٌ لن تُقضى قوسٌ ونجمةٌ وصليب   معيارية الذات   لماذا لم يتأثروا؟!   ألطاف الله   تألُّه   الشيشان والإسلام     طي النسيان الصوم عقاب!     الخلط بين حقيقة التشريع والتصورات الذهنية [الجَلد مثالاً] هكذا شجعني أبي على حفظ القرآن لماذا يسلمون؟! بقايا من حياء مقطع وتعليق نور حرام! نعمة! كُفَّ عليك هذا إيه الوهن ده؟! وعل جاهل مغرور بوو! تغيير الأسماء: تطبيع وتنفير في رأسك مخادعة (1) ملكوت السماوات: عظمة العظيم (2) ملكوت السماوات: أفق أوسع (3) ملكوت السماوات: أعمدة الخلق (4) ملكوت السماوات: تغيير المنظور (5) ملكوت السماوات: نظرتان (6) ملكوت السماوات: وختاماً هموم المترفين سبعين رقعة إلى من يعنيه الأمر... وعاء النتانة رحمة ورجاء المستشير الجهول الجمرة قصة وفاء الترحم على الكفار طول ا

كيلا تحترق

  كان في الأسابيع الأولى من الطوفان يدعو بحرقة: "اللهم نصرك الذي وعدت" ، واليوم لو نطق قلبه لقال: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً} ! وأُعيذك بالله أن تكون من هؤلاء. "مبالغة في الاحتراق تؤدي إلى انطفاء سريع" ، كما قال الدكتور كريم حلمي. وقودهم الوحيد: الأخبار والصور والمقاطع؛ وقود سريع الاشتعال سريع الانطفاء . والحل أن يجمع إلى ذلك أهل علم يمدونه بوقود طويل المدى ، ويكونون ركناً يلجأ إليه كلما هبت رياح التساؤلات والحيرة: يفقهونه في السنن الإلهية فـ "يَخرج من ضيق المحنة إلى سعة الحكمة" ، ويُنزلون الآيات على الأحداث تنزيلاً متزناً حكيماً فيزداد إيماناً، ويوسعون الزاوية ليرى الصورة الكاملة فيفهم ويصبر. وأخص هنا ممن تابعت، الشيخ أحمد السيد والدكتور إياد قنيبي ، جزاهما الله كل خير. فإن رأيت من نفسك شيئاً من التساؤلات والشكوك مع طول المدة واشتداد البلاء، فدونك قناتهما على اليوتيوب والتليجرام ، وما نشراه فيها منذ بدأ الطوفان. والحمدلله على هذه النعمة وهذا التثبيت. [22-9-1445]

العذر والصيام

 بعض النساء إذا جاءها العذر في رمضان -خصوصاً العشر الأواخر- أو في مواسم الطاعات كعشر ذي الحجة وعاشوراء حزنت وتحسّرت على "حرمانها" من الصيام والصلاة في تلك الأيام الفاضلة. بل ربما رفضت أن تفطر وحرمت نفسها من تناول ما أباحه الله لها. جاء في موقع إسلام ويب: "فالحائض يحرم عليها الصيام، وتأثم إن أمسكت عن المفطرات بنية الصيام, وليس الأمر مجرد رخصة إن شاءت صامت وإن شاءت أفطرت, وهذا لا خلاف فيه بين العلماء." وخيرٌ من ذلك لو أدركت أن تسليمها من الإيمان بالقضاء والقدر، وأنها كما تعبدت لله بالصيام أيام طهرها فهي تتعبد له بالفطر أيام حيضها، وأن أعمالها الصالحة ما تزال تُكتب لها، قال ﷺ: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" . فهي تأكل وتشرب ويكتب لها أجر الصيام، فإذا قضت أيامها كُتب لها أجر آخر. ثم إن أبواب الطاعات الأخرى مفتوحة، وأعظمها في هذا الشهر: القرآن الكريم، تلاوةً وحفظاً وتدبراً. والموفق من وفقه الله. 🪷 [29-8-1444]

كأنك غريب

في حديثنا عن تعامل المسلم مع الدنيا نتذكر عابر السبيل والراكب المستظل بشجرة، فنستحضر قِصَر هذه الحياة وسرعة زوالها. لكني لم أستحضر من قبل شعور الغربة التي يجدها المسافر. أن تذهب وحيداً إلى بلد لا تعرف فيه أحداً فترى كل شيء حولك غريباً. "شعورنا بالغربة أمر طبيعي فهذه الدنيا ليست دارنا" كان هذا تعليقاً سمعته، هو الذي بعث هذا التأمل. نعم، هذه الدنيا ليست دارنا. "غرباء... هكذا الأحرار في دنيا العبيد" تأملت دعاء السفر، وكيف أن كل جملة فيه يمكن أن تُسقَط على سفرنا الأكبر في هذه الحياة: "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بُعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل."   فحيَّ على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونُسَلَّم؟!    استعن على وحشة غربتك برفاق سفر غرباء مثلك، يعين كلٌ الآخر ويصبِّره. فإن لم تجد رفاقاً فلا عليك، فـالله هو الصاحب في السفر ، فاستش

رسالة وخاطرة

صورة
  قرأت هذه الرسالة على قناة الشيخ أحمد السيد فتذكرت مشهدين: 🟢 مشهد "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها" فليغرسها... مع أنه لن يعيش ليرى ثمرات غرسه! 🟢 ومشهد صاحب مدين حين اتفق مع موسى عليه السلام على عقد مدته 10 سنوات ، وهو {شيخ كبير} من الوارد جداً ألا يعيش إلى نهاية ذلك العقد! 〰️ 〰️ 〰️ وهناك في غزة، تحت القصف المستمر، واحتمال الموت في أي لحظة، ذوو همم عالية يسجلون في برنامج مدته 4 سنوات! اللهم إنا نسألك العزيمة على الرشد، و نعوذ بك من العجز والكسل . [7-7-1445]

أهكذا تُقدِّرني؟

اتفق معي أو اختلف... في كثير من الأحيان -ودون وعي منا- نعمل ما نقصد به ابتداءً تقدير شخص ما، فينتهي بنا الأمر إلى فعل ما يرضينا نحن، لا ما يرضيه هو ... . . . يعتذر ضيفك عن الجلوس للعشاء، فـتُلحّ عليه في الجلوس لأنك سعيد بوجوده وتريده أن يتناول عشاءك، ويُلحّ هو في الاعتذار ومحاولة الخروج. فربما أصرّ ضيفك وخرج متضايقاً من إلحاحك، وربما انحرج منك وجلس مُكرهاً منزعجاً. فهل تكون قدَّرته هكذا؟! ترى شخصاً يعمل ما قد يحتاج فيه للمساعدة، فتقوم لتساعده فيطلب منك أن ترتاح، فتصرّ أنت على مساعدته ويصرّ هو على ألا تفعل، فكيف ينتهي المشهد؟ غالباً بتكدير خاطر أحد الطرفين: قد يحتدّ في رفضه، فتذعن لرغبته متضايقاً من ردة فعله، وربما ندمت على مبادرتك. وقد تكون الغلَبة لك، فيدَعك تفعل ما تريد والانزعاج بادٍ عليه، وربما عد إصرارك قلة احترام. فانظر كيف انتهى ما بدأته كتقدير؟! . . .   والسبب في ظني، رغبة خفية في إرضاء ذواتنا وضمائرنا حين نرى أننا خَلوقون نعرف الواجب، وهذه الرغبة تحجب عن أعيننا انزعاج الآخرين منا. والحل، أن تسأل نفسك: هل ما أفعله يرضي الشخص الذي أُقدِّره أم يزعجه؟   إن كان يهمك حقاً

مشاعر متبادلة

صورة
  صباح اليوم، أتيت إلى قطي ومددت يدي لأمسح على رأسه، فمد هو بدوره رأسه ليلامس يدي، في حركة عذبة يعرفها أصحاب القطط، مدلولها: أنا أيضاً أبادلك الشعور. فتأملت كيف خلق الله في الحيوانات هذه المشاعر، وجعلها توصلها لنا بطريقتها، رغم اختلاف النوع وحاجز اللغة. وفوراً خطر ببالي قوله  ﷺ : "هذا أُحُد، جبلٌ يحبنا ونحبه" ! لم يكن قول الرسول هذا تعبيراً شاعرياً أو مجازياً، بل حقيقة يُظهرها جبل أحد فعلياً حين يرجف لما صعد عليه الرسول  ﷺ وأصحابه، فيخاطبه الرسول خطابه للعقلاء، ويقول له: " اُثبُت أُحُد ؛ فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان" . •·················•·················• يصعب عليَّ إلى الآن تخيل ما تعلمناه في المدرسة من أن جزيئات المواد -بما في ذلك الصلبة الجامدة- تتحرك باستمرار وتهتز. لكنها حقيقة علمية لن يلغيها من الوجود عدم اقتناعي بها، أو عدم قدرة عقلي على تخيلها.  فما المانع عقلاً من أن تُحس بنا الجمادات وتُكِنَّ لبعضنا المشاعر؟!  بل قد فهم بعض العلماء من النصوص الشرعية أن للجمادات نوعاً من الإدراك الحقيقي : 💠 فهذه نخلة اعتادت أن يخطب رسول الله عندها للجمعة. فلما انتق

10 وقفات مع صحابية زنت (من وحي قصيدة "وهج التوبة")

قصتها من الحديث (في روايتين) قصتها في قصيدة مُلحَّنة قرأت قصة المرأة الغامدية/الجهنية كثيراً من قبل، فلم تخطر التأملات ببالي حتى استمعت إلى قصيدة "وهج التوبة" . فجزى الله الشاعر والمنشد خيراً. · · ─────── ·𖥸· ─────── · ·  · · ─────── ·𖥸· ─────── · ·  واستجمعَتْ تفضح الأسرار في أسف  لعلها في مقام العرض تَستتر بيَّنتِ حُكماً وكنتِ للتقى مثلاً وفاز بالصُّحبة الغراء مبتدر تأمل أنه كان يمكنها أن تتوب إلى الله من فعلها وتستر على نفسها، فلا ترفع أمرها إلى الرسول ﷺ ولا يقام عليها الحد، وهذا هو المطلوب ممن وقع في هذه الكبيرة -نسأل الله العافية-. ولو كان هذا لكانت كغيرها من الصحابيات المجهولات. لكن لعل الله مما علمه من صدقها، أراد أن يرفع شأنها ويبقي ذكرها في الآخِرين، ويزيدها إلى حسناتها حسناتٍ بكل من سمع قصتها فأخذ منها فائدة أو حُكماً. ويظل المسلمون إلى يوم القيامة يذكرونها فيترضَّون عليها.    · · ─────── ·𖥸· ─────── · · دعني أجود بنفس لا قرار لها فالنفس مذ ذاك لا تنفك تَحتضر حرارة الذنب في الوجدان لاعجة إني إلى الله جئت اليوم أعتذر   سبحان الله كيف أفضت لذة دقائق إلى عذابات أي

قفز الحدود

صورة
    تشي جيفارا ... لا يُذكر إلا وتُذكر معه الثورة الكوبيّة، حتى أنني بعدما قرأت عن نضاله في كوبا ضد التسلط الرأسمالي افترضت أنه كوبيٌّ يدافع عن بلده. ثم علمت بعدها أنه لم يكن كوبيّاً بل أرجنتينياً، ففاجأني ذلك وأكبرت فيه أن ترك بلده وذهب يجود بنفسه في بلد آخر يشاركه الموروث واللغة. ثم تذكرت ما أشعرني بالفخر، تذكرت قائداً مسلماً ناضل في فلسطين حتى ارتبط اسمه بها وبالثورة الفلسطينية، وربما ظنه كثير من الناس فلسطينياً لكنه لم يكن كذلك بل كان سورياً... أعني الشيخ المجاهد عز الدين القسّام . وُلد القسّام قبل رسم الحدود السياسية وعرف الأمة الإسلامية جسداً واحداً، ثم رأى أصابع الكفر تعبث بذلك الجسد فسعى إلى قطعها في سوريا ثم في فلسطين، ولسان حاله يقول "بنو الإسلام إخواني - - وأرض الله أوطاني". نموذجان اشتركا في قفز سياج الحدود، جمعتُ بينهما تجوُّزاً وبينهما من الفرق ما بين الثرى والثريا. إن لم تلهبنا حماسة المجاهد المسلم، فلا أقل من أن تستفزنا فكرة ملحد يكون أكثر شهامة منا. إننا نغفل أحياناً حتى عن أضعف الإيمان، عن مؤازرة بالقلب ودعوة باللسان، ولسان حال بعضنا: نفسي

القليل الدائم في العادات

صورة
أيقنت فعلاً أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع في العادات والإنجازات. منذ عرفت نفسي وأنا قارئة والحمدلله. وبعد الجامعة، اتخذت عادة بالقراءة مدة ساعة يومياً ، وواظبت عليها عدة سنوات. فكنت أنهي في السنة ما يزيد على الخمسين كتاباً. ثم شيئاً فشيئاً، زاد انشغالي وضاق وقتي عن تفريغ ساعة كاملة للقراءة. فأصبحت تمر عليَّ الشهور دون أن أفتح كتاباً، بانتظار أن أتفرغ قليلاً حتى أعود إلى عادتي. فإن وجدت متسعاً في يوم لم أجده في بقية الأيام، وقائمة الكتب التي أريد قراءتها في ازدياد.   فلما يئست من التفرغ، أقنعت نفسي أن " ما لا يُدرك كله لا يُترك كله" . ورأيت أن أتخذ عادة جديدة تَسهل المداومة عليها، فقررت القراءة يومياً مدة ١٠ دقائق فقط . وهكذا يمكنني "حشر" القراءة بين المهام اليومية. 👍😁 😉 😉 😉 والحمدلله، أنا على هذه العادة منذ أكثر من عام، وأصبحت أنهي الكتاب تلو الكتاب. صحيح أن عدد الكتب التي أنهيها مخجِل مقارنة بالماضي، لكنني على الأقل مستمرة في القراءة. ولَأن تزحف فتصل في نهاية المطاف، خير من أن تجلس مكانك فلا تصل أبداً. هذا مثالٌ عليه فَقِس... حفظ القرآن، سماع مح

لو كان طعامنا الخيزران...

صورة
  نوَّع الله لنا الطعام، وكان يمكن أن يجعله صنفاً واحداً يبقينا على قيد الحياة وحسب. تأملت في هذا المعنى الذي سمعتُه عرَضاً... كيف خلق الله لنا كل هذه الأصناف المتنوعة من الأطعمة: لحوم حمراء وبيضاء وأسماك وفواكه وخضار... تنوع كبير في الطعم والرائحة والقوام والفوائد، وكله محض كرم منه سبحانه! ولو شاء خلَقنا لعبادته وحسب دون حاجة للطعام أو الشراب، كالملائكة. أو خلَقنا نحتاجهما، لكن أتاح لنا صنفاً واحداً فقط، يؤدي الغرض ويبقينا على قيد الحياة. كالباندا الذي يقتات حصراً بالخيزران، أو الكوالا الذي يأكل أوراق الكِينا صباح مساء! ولو شاء ملأ الأرض بالثمرات المختلف ألوانها واللحوم السهل اصطيادها، ثم لم يأذن لأجسامنا بقبولها. فكلما جربنا شيئاً جديداً مرضنا، أو صعب علينا مضغه أو هضمه أو إخراجه، أو كانت رائحته كريهة وطعمه غير مستساغ، فنتركه ونعود مضطرين إلى صنفنا الوحيد. فلم يجعلنا الله آكلي لحوم فقط، ولا آكلي نبات فقط، بل جعل غذاءنا المزدوج من كليهما ضرورياً لصحة أجسامنا، بحيث تتأثر بالاقتصار على أحدهما وغياب الآخر. ثم هيأ لنا من الأسباب والقدرات ما نطوِّع به الصعب من هذه الأصناف، فالقاسي